للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فاحمله الساعة قبل أن تعلم أمه، فتدعونا إلى منعك منه فنمنعك. فانطلق به معه، حتى أدخله مكة وهو ردف له. فكان لا يمر بمجلس من مجالس قريش إلا قالوا له: من هذا الغلام معك يا أبا الحارث؟ فيقول: عبد لي ابتعته. ثم أدخله منزله، فكساه. وأخذته امرأته خديجة بنت سعيد بن سعد بن سهم، فنظفته وطيبته وألبسته كسوة عمه. وأخرج إلى الندي. فجعل أهل مكة يقولون:

هذا عبد المطلب. فغلب ذلك على اسمه. وقال المطلب بن عبد مناف (١):

وافيت شيبة والنجار قد جعلت … أبناءها عنده بالنبل تنتضل

وقالت سلمى أمه (٢):

كنا ولاة حمه ورمه … حتى إذا قام على أتمه

انتزعوه غيلة من أمه … وغلب الأخوال حق عمه

وقال المطلب:

يا سلم يا أخت بني النجار … ما ابن أخي بالهين المعار

فاقني حياء ودعي التماري … إني ورب البيت ذي الأستار

لو قد شددت العيس بالأكوار … قد راح وسط النفر السفار

حتى يرى أبيات عبد الدار

وكان عبد المطلب يكثر زيارة أخواله ويبرهم.

١٢٦ - حدثني عباس، عن أبيه، عن جده قال:

كان عبد المطلب أول من خضب بالوسمة لأن الشيب أسرع إليه.

فدخل على بعض ملوك اليمن، فأشار عليه بالخضاب. فغير شعره بالحناء، ثم علاه بالوسمة. فلما انصرف وصار بقرب مكة، جدد خضابه. وكان قد


(١) الطبرى، ص ١٠٨٤، ابن سعد، ١ (١) / ٤٨ وزاد بيتا. ويوجد اختلافات الرواية.
(٢) جمهرة ابن الكلبى، ٧/ الف (وفي الأول عنده: «كنا ذوى ثمه ورمه». وفي الثانى: «عنوة» بدل «غيلة»).

<<  <  ج: ص:  >  >>