للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

تزود من الوسمة شيئا كثيرا. فدخل منزله وشعره مثل حنك (١) الغراب. فقالت امرأته نتيلة، وهي أم العباس، يا شيب، ما أحسن هذا الصبغ (٢) لو دام فعله. فقال عبد المطلب (٣):

لو دام لي هذا السواد حمدته … فكان بديلا من شباب قد انصرم

تمتعت منه والحياة قصيرة … ولا بد من موت نتيلة أو هرم

وماذا الذي يجدي على المرء خفضه … ونعمته يوما إذا عرشه انهدم

ثم إن أهل مكة خضبوا بعده.

١٢٧ - وقال الكلبي: حج قوم من جذام، ففقدوا رجلا منهم اغتيل بمكة، ولقيهم حذافة بن غانم العدوي فربطوه. وقدم عبد المطلب من الطائف، وقد كف بصره، وأبو لهب يقود به. فهتف به حذافة. فأتاهم. فقال: قد عرفتم تجارتي وكثرة مالي، وأنا أحلف لكم لأعطينكم عشرين أوقية ذهبا، أو عشرا من الإبل، وغير ذلك مما يرضيكم، وهذا ردائي رهن بذلك. فقبلوا منه، وأطلقوا حذافة. فأردفه، حتى أدخله مكة، ووفى لهم عبد المطلب بما جعل لهم.

فقال:

أخارج (٤) إما أهلكن فلا تزل … لشيبة منكم شاكرا آخر الدهر

وأولاده بيض الوجوه وجوههم … تضيء ظلام الليل كالقمر البدر

لهو لهم خير الكهول ونسلهم … كنسل الملوك لاقصار ولا خدر

لساقي الحجيج ثم للشيخ هاشم … وعبد مناف ذلك السيد الفهري

أبوكم قصي كان يدعى مجمعا … به جمع الله القبائل من فهر

أبو عتبة الملقي إلي حباله … أغر هجان اللون من نفر غر


(١) خ: حلك.
(٢) خ: الصنع.
(٣) ابن سعد، ١ (١) ٥٢ وزاد بيتا، المنمق، ص ٨٢.
(٤) أى خارجة بن حذافة، ابن هذا الشاعر. (راجع أيضا الفقرة ١٠٣، أعلاه).

<<  <  ج: ص:  >  >>