للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

رسول الله والمسلمون، فأتى بدرا للموعد، ولم يأت أبو سفيان ودس نعيم بن مسعود الأشجعي إلى المسلمين ليخوفهم كثرة المشركين وعدتهم وتثبطهم (١). فلما أخبرهم بذلك، قالوا: حسبنا الله ونعم الوكيل (٢). وكانت بدر الصفراء موسما للعرب، يتبايع بها. فتجر المسلمون فربحوا. فأنزل الله ﷿:

الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم)، إلى قوله (مؤمنين (٣). يعنى بالفضل ما قالوا من الربح. وقوله (يخوف أولياءه) (٤)، أي يخوف الناس أولياءه. وكان خليفة رسول الله على المدينة عبد الله بن رواحة الخزرجي. فأقام المسلمون ببدر الصفراء ثمانية أيام. وبعض الرواة يقول «بدر الصغرى». وقال حسان بن ثابت (٥):

وعدنا أبا سفيان بدرا فلم نجد … لموعده صدقا وما كان وافيا

[٧٢٧ - ثم غزاة ذات الرقاع،]

وكانت لعشر خلون من المحرم سنة خمس. وإنما سميت ذات الرقاع لأنها كانت عند جبل فيه بقع حمر وبيض وسود كأنها رقاع.

وسببها أن بني أنمار بن بغيض، وبني سعد بن ثعلبة بن ذبيان بن بغيض جمعوا جمعا لرسول الله عظيما. فلما دنا منهم، وعاينوا عسكره، ولواعن المسلمين وكرهوا لقاءهم فتسنموا الجبل وتعلقوا في قلته. فانصرف رسول الله ولم يلق كيدا واستاق لهم نعما وشاء. وفي هذه الغزاة صلى صلاة الخوف مخشاة أن يكروا عليه. وكان خليفته على المدينة عثمان بن عفان.

حدثنا أحمد بن إبراهيم، وروح بن عبد المؤمن قالا، ثنا عارم (٦)، ثنا حماد بن زيد، عن أيوب، عن نافع، عن ابن عمر في صلاة الخوف، قال: يصلي بطائفة ويقوم طائفة حيال العدو، فيصلى بهؤلاء


(١) خ: يثبطهم.
(٢) القرآن، آل عمران (٣/ ١٧٣).
(٣) أيضا (٣/ ١٧٣ - ١٧٥).
(٤) أيضا ٣/ ١٧٥.
(٥) ليس في ديوانه المطبوع ولكن راجع ابن هشام، ص ١٦٦، وزاد أبياتا وعزاها إلى كعب بن مالك.
(٦) كذا في الأصل، بالعين.

<<  <  ج: ص:  >  >>