للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

ربيعة، وغيرهما. فأنزل الله ﷿: «ولقد نعلم أنهم يقولون إنما يعلمه بشر لسان الذي يلحدون إليه أعجمي وهذا لسان عربي مبين (١)». وأنزل الله ﷿ فيه: «وقال الذين كفروا إن هذا إلا إفك افتراه وأعانه عليه قوم آخرون فقد جاؤ ظلما وزورا. وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهي تملى عليه بكرة وأصيلا (٢)».

٢٩٢ - وأسره المقداد يوم بدر. فأمر رسول الله بضرب عنقه صبرا بالأثيل.

أمر أبي أحيحة

٢٩٣ - وكان أبو أحيحة سعيد بن العاص بن أمية يقول: دعوا محمدا ولا تعرضوا له. فإن كان ما يقول حقا، كان فينا دون غيرنا من قريش. وإن كان كاذبا، قامت قريش به دونكم. فكان النبي يمر به. فيقول:

إنه ليكلم من السماء، حتى أتاه النضر بن الحارث. فقال له: إنه يبلغني أنك تحسن القول في محمد، وكيف ذلك وهو يسب الآلهة، ويزعم أن آباءنا في النار، ويتوعد من لم يتبعه بالعذاب؟ فأظهر أبو أحيحة عداوة رسول الله ، وذمه، وعيب ما جاء به، وجعل يقول: ما سمعنا بمثل ما جاء به، لا في يهودية ولا نصرانية.

٢٩٣ - وكان أبو أحيحة ذا شرف بمكة. وقويت أنفس المشركين حين رجع عن قوله الأول. وأتاه النضر شاكرا له على ذلك، لإعظام قريش إياه. وكان إذا اعتم، لم يعتم أحد بمكة بعمامة على لون عمامته إعظاما له. فكان يدعى «ذا التاج». وفيه يقول أبو قيس بن الأسلت، واسمه صيفي بن عامر بن جشم (٣)، من الأوس:

وكان أبو أحيحة قد علمتم … بمكة غير مهتضم ذميم


(١) القرآن، النحل (١٦/ ١٠٣).
(٢) القرآن، الفرقان (٢٥/ ٤ - ٥).
(٣) خ: جثيم. (والتصحيح عن ابن هشام، ص ٣٩).

<<  <  ج: ص:  >  >>