للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

يقال له أدينة (١). وكان اليهودي يتسوق في أسواق تهامة بماله. فغاظ ذلك حربا. فألب عليه فتيانا من قريش، وقال: هذا العلج الذي يقطع إليكم ويخوض بلادكم بمال جم كثير من غير جوار ولا خيل، والله لو قتلتموه وأخذتم ماله، ما خفتم تبعة ولا عرض لكم أحد يطلب بدمه. فشد عليه عامر بن عبد مناف ابن عبد الدار بن قصي، وصخر بن عمرو بن كعب بن سعد بن تيم بن مرة، فقتلاه.

فجعل عبد المطلب لا يعرف له قاتلا (٢). فلم يزل يبحث عن أمره، حتى علم خبره بعد. فأتى حرب بن أمية، فأنبه بصنيعه وطلب بدم جاره. فأجار حرب قاتليه ولم يسلمهما أخفافهما. وطالبه عبد المطلب بهما، فتغالظا في القول.

حتى دعاهما المحك واللجاج إلى المنافرة. فجعلا بينهما النجاشي صاحب الحبشة.

فأبى أن يدخل بينهما. فجعلا بينهما نفيل بن عبد العزى بن رياح بن عبد الله ابن قرط بن رزاح بن عدي بن كعب بن لؤي، جد عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه. فقال لحرب: «يا با عمرو، أتنافر رجلا هو أطول منك قامة، وأوسم منك وسامة، وأعظم منك هامة، وأقل منك لامة، وأكثر منك ولدا، وأجزل منك صلة، وأطول منك مذودا (٣)؟ وأني لأقول هذا، وإنك لبعيد الغضب، رفيع الصيت في العرب، جلد النذيرة (٤)، تحبك العشيرة، ولكنك نافرت منفرا». فنفر عبد المطلب. فغضب حرب، وأغلظ لنفيل، وقال: من انتكاس الدهر أن جعلتك (٥) حكما. وكانت العرب تتحاكم إليه. فقال نفيل (٦):

أولاد شيبة أهل المجد قد علمت … عليا معد إذا ما هزهز الورع


(١) كذا في الأصل، وعند المنمق ص ٦٤: أذنيه.
(٢) خ: قايلا.
(٣) كذا في الأصل: لعله: مزودا.
(٤) خ: النزيرة، عند المنمق: المريدة.
(٥) خ: جعلت.
(٦) المنمق، ص ٦٤ مع أبيات أخرى (وفي البيت الثانى خ: مستغاثكم) والتصحيح عن المنمق، حيث في آخر هذا البيت: «يحمل الهبع». وفي الثالث خ: والنزع.

<<  <  ج: ص:  >  >>