للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وبنو تيم بن مرة بن كعب، ومن كان داخل مكة من بني الحارث بن فهر وهم قوم أبي عبيدة بن الجراح. وأتوا بإناء فيه طيب، فغمسوا أيديهم فيه ومسحوها بالكعبة، وتحالفوا أن لا يسلم. بعضهم بعضا ما بل بحر صوفة. ويقال إنهم تحالفوا وتعاهدوا في منزل ابن جدعان. فسموا المطيبين. وحالف بني عبد الدار، على منع المطيبين من بغيتهم وإرادتهم: بنو مخزوم، وبنو جمح، وبنو سهم، وبنو عدي بن كعب. واجتمعوا. فقالت بنو عدي: إنما الطيب لربات الحجال. وأتو بجفنة فيها دم، فغمسوا أيديهم فيها. وكانت العرب إذا تحالفت، غمست أيديهم في الملح والرماد. فسمى بنو عدى بها لعقة الدم، (و) ولغة الدم. ويقال إن بعضهم لعق من الدم. فيقال إن الفريقين من المطيبين والأحلاف اقتتلوا، ثم اصطلحوا على أن جعلت الرفادة والسقاية لبني عبد مناف.

ويقال إنهم لم يقتتلوا، ولكن الرجال سفرت بينهم حتى تراضوا بهاتين المكرمتين.

فاحتملت بنو عبد مناف أعظم الأمور مؤنة. وسمي من حالف بني عبد الدار «الأحلاف». قال عبد الله بن وداعة السهمي:

نحن شددنا الحلف من غالب … وغالب واقفة تنظر

لم يستطيعوا نقض أمر رسى (١) … وهم على ذاك بنا أخبر

وزعموا أن عبد الله بن صفوان قال لابن عباس: لإمرة المطيبين كانت أفضل أم إمرة الأحلاف؟ فقال: إمرة المطيبين. يعني خلافة أبي بكر أفضل من خلافة عمر. وقال عمر بن أبي زمعة، ويقال يزيد بن معاوية بن أبي سفيان، ويقال ابن قيس الرقيات (٢):

ولها في المطيبين جدود … ثم نالت ذوائب الأحلاف

إنها بين عامر بن لؤي … حين تدعى وبين عبد مناف

يشرئبون في الذؤابة حلوا … حيث حلت ذوائب الأشراف


(١) خ: ارثا (لعله رسا، أو: لنا).
(٢) المحبر، ص ١٦٧: المنمق، ص ١٦، التنبيه والإشراف للمسعودي، ص ٢١١ (ولم يذكروا البيت الثالث. خ في الثانى: «من بنى عامر … تدعى وبنى». وفي الثالث: يشربون في الدواية.

<<  <  ج: ص:  >  >>