للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ»، الآية (١).

وحدثني عبد الواحد بن غياث، ثنا حماد بن سلمة، عن محمد بن إسحاق، عن عبد الرحمن بن القاسم، عن أبيه أن الحارث بن يزيد كان شديدا على النبي . فجاء وهو يريد الإسلام. فلقيه عياش بن أبي ربيعة- وعياش لا يدري- فحمل عليه فقتله. فأنزل ﷿: «وما كان لمؤمن أن يقتل مؤمنا إلا خطأ» الآية.

ولم يزل عياش بالمدينة إلى أن قبض رسول الله ، ثم خرج إلى الشام فجاهد. ورجع إلى مكة فأقام بها حتى مات. ولم يبرح ابنه عبد الله من المدينة.

وحدثني علي الأثرم، عن أبي عبيدة قال:

نزل هشام بن المغيرة نجران (٢)، وبها أسماء بنت مخربة- ويقال: بنت عمرو بن مخربة- وقد هلك عنها زوج لها. وكانت أم أسماء: عناق بنت الجان، من تغلب بن وائل. وأمها الشموس بنت وائل بن عطية، من أهل فدك.

فتزوجها هشام بن المغيرة وحملها إلى مكة. فولدت له أبا جهل بن هشام، والحارث بن هشام. ثم خلف عليها أبو ربيعة بن المغيرة، فولدت له عياش ابن أبي ربيعة. وكان عياش أخا أبي جهل والحارث ابني هشام لأمهما أسماء بنت مخربة بن جندل بن أبير بن نهشل بن دارم. وقال ابن سعد. ماتت أسماء قبل رجوع عياش إليها. ويقال (٣) إنه لم يمكنه التخلص حتى ماتت. ويقال إنها أدركت خلافة عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه، وذلك أثبت. وقال الواقدي وغيره: لم يزل الوليد بن الوليد بن المغيرة بن عبد الله بن عمر بن مخزوم على دين قومه حتى أسر يوم بدر. فافتدي بأربعة آلاف درهم. ويقال بسكة (٤) أبيه الوليد- لأن النبي لم يقبل غيرها، وكانت درعا


(١) القرآن، النساء (٤/ ٩٢).
(٢) كذا في الأصل. لعله بحران. نجران في اليمن، وحران في عراق العرب. وأسماء بنت مخربة من بلاد تميم وتغلب.
(٣) خ: عياش إلى فيقال.
(٤) أى الدرع الضيقة الحلق.

<<  <  ج: ص:  >  >>