للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وعليه من نسج العنكبوت ما عليه. والله إنى لأرى هذا النسج (من) قبل أن يولد محمد». وبال، حتى جرى بوله بين النبي وأبي بكر.

وجعلت قريش لمن جاء برسول الله وأبي بكر أو قتلهما ديتهما.

ويقال: مائة بعير. ونادوا بذلك في أسفل مكة وأعلاها.

٦٠٤ - قالوا: ومكث رسول الله وأبو بكر في الغار ثلاث ليال.

وعبد الله بن أبي بكر- وهو الذي أصيب بالطائف- يبيت عندهما. وهو غلام شاب لقن. ثم يصبح مع قريش كبائت. فلا يسمع بأمر يكاد به رسول الله إلا وعاه، حتى يلقيه إليه. ثم إن رسول الله وأبا بكر خرجا في السحر ليلة الاثنين لأربع ليال خلون من شهر ربيع الأول، فقالا يوم الثلاثاء بقديد. وجاءت وجوه قريش إلى منزل أبي بكر رضي الله تعالى عنه، فسألوا أسماء ابنته عنه. فقالت لهم: ما أدري أين هو؟ فلطمها أبو جهل أو غيره.

٦٠٥ - وكان أبو بكر أسلم يوم أسلم، وعنده أربعون ألف درهم. فخرج إلى المدينة للهجرة وما له إلا خمسة آلاف، أو أربعة آلاف درهم. فبعث ابنه عبد الله، فحملها إليه إلى الغار، فمضى به معه. وكان أبو قحافة وقد كف بصره. فقال لأم رومان، امرأة أبي بكر: عهدي بأبي بكر وله مال، فما فعل ماله؟ أتراه فجعكم به كما فجعكم بنفسه؟ فعمدت أسماء رضي الله تعالى عنها إلى (١) جلال الحصباء، فجعلته في كوة كان أبو قحافة يعهد أبا بكر يجعل ماله فيها كثيرا، وغطته بثوب، وقادت جدها إلى الكوة. فلما وضع يده على الحصباء قال: إن في هذا لمعاشا صالحا، صاحبه الله. وكان لعثمان بن عفان رضي الله تعالى عنه مال. فما خرج إلى الهجرة إلا بسبعة آلاف درهم.

وذلك أنه أنفق ماله في الرقاب والعون على الإسلام.

٦٠٦ - قالوا: وكانت عند رسول الله ودائع. وإنما كان يسمى الأمين. فوكل عليا بردها على أهلها. فلما وفاهم إياها،


(١) خ: إلى وجلال.

<<  <  ج: ص:  >  >>