من نسخة منقولة من خط البلاذرى وأصله، وهى نسخة الوزير أبي الفضل جعفر بن الفضل بن الفرات، يشهد لها بذلك خطه عليها، رحمه الله تعالى، بعد أن قوبل بها ووثق بصحتها حرفًا بحرف، ومثلت الضبط في الأسماء المعجمة وصححتُ ذلك بأن أعلمتُ على الحرف المشكل بعد ضبطه "صح" لئلا يغير ويقدر أنه صُحّف، كما وجدت أحمد بن يحيى بن جابر ضبطه في أصله بخطه، وتركت إعراب الأسماء كما تركها، فلا يطعن عليّ في إسقاط الألف الثابتة في الاسم، إذا أعربه، طاعن. وبالله ثقتي، وعليه متكلي. قال كاتب هذه النسخة أحمد: اختصرت من كتاب تأريخ دمشق للحافظ أبي القاسم بن عساكر رحمه الله تعالى: قال: أبو الحسن، ويقال أبو جعفر، ويقال أبو بكر أحمد بن يحيى بن جابر بن داود البغدادي الكاتب، سمع بدمشق، وبأنطاكية، وبالعراق جماعة، منهم أبو عبيد القاسم بن سلام، وعثمان بن أبي شيبة، وعلى بن المديني، ومحمد بن سعد كاتب الواقدى، وروى عنه جماعة، وروى أنه قال: قال لي محمود الوراق: قُلْ من الشعر ما يبقى لك ذكره، ويزولُ عنك إثمه، فقلت:
قد تيقّنت أنه ليس للحـ … ـي خلود ولا من الموت بدّ
أنت تسهين والحوادث لا … تسهو وتلهين والمنايا تجدّ
أي ملك في الأرض أو أي حـ … ـظ لامريء حظه من الأرض لحد
لا ترجّى البقاء في معدن المو … ت ودار حتوفها لك ورد
كيف يهوى امرؤ لذاذة أيا … م عليه الأنفاس فيها تُعد
وكان أديبًا راوية، له كتب جياد، ومدح المأمون بمدائح، وجالس المتوكل، وتوفى في أيام المعتمد، ووسوس في آخر عمره ﵀. ومن تأريخ بغداد للخطيب؛ قال: بويع للمعتمد على الله في رجب سنة ست وخمسين ومايتين، ومات في رجب سنة سبع وسبعون ومايتين فجأة ببغداد، وحُمل إلى سرّ من رأى، فدفن بها، ﵀ والمسلمين. ومهما وجد في هذه النسخة من حاشية لغوية، عليها علامة "ص" فهى من كتاب الصحاح للجوهرى.