للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

وكان أمرهم أن يفطروا، فلم يفطر قوم منهم، وكان مفطرا.

قالوا: واستشار رسول الله الأنصار. فأشار عليه الحباب ابن المنذر بن جموح أن ينزل على أدنى ماء من القوم ويغور ما سواه من القلب.

فوافق جبريل فيما أتي به رسول الله من ذلك.

فقال له رسول الله : لقد أشرت بالرأي. فكان يدعى «ذا الرأي». واتخذ لرسول الله عريش من جريد، فدخله وأبو بكر رضي الله تعالى عنه، فكانا يتشاوران فيه. وكانت وقعة بدر يوم الجمعة لسبع عشرة ليلة خلت من شهر رمضان سنة اثنتين. وكان شعار النبي يوم بدر «أمت أمت». ويقال كان شعار المهاجرين «بني عبد الرحمن»، وشعار الخزرج «بني عبد الله»، وشعار الأوس «بني عبيد الله». وأمد الله رسوله بالملائكة، وأظهره على المشركين، ونصره بالريح. فقال : نصرت بالصبا، وأهلكت عاد بالدبور. وأخذ رسول الله كفا من حصباء، فرمى به، وقال:

شاهت الوجوه. فانهزموا. ورأى أبو جهل عتبة بن ربيعة، فجبنه. فقال عتبة: يا مصفر استه، ستعلم أينا (١) أجبن. وكشف عن عرقوب فرس أبي جهل، وقال: «انزل، فما كل قومك راكب». ونزل عتبة، فدعا إلى البراز، فقتل. وكان لواء رسول الله صلى الله عليه يوم بدر مع مصعب بن عمير، ولواء الأوس مع سعد بن معاذ، ولواء الخزرج مع الحباب بن المنذر. وكان للمشركين ثلاثة ألوية: لواء مع النضر بن الحارث، ولواء مع طلحة بن أبي طلحة، ولواء مع أبي عزيز بن عمير.

٦٥٩ - قالوا: ولما تهيأ المسلمون للقتال، قال المقداد بن عمرو: يا رسول الله، إنا لا نقول كما قالت بنو إسرائيل: فاذهب أنت وربك فقاتلا إنا هاهنا قاعدون (٢)، ولكنا نقول: «اذهب فقاتل إنا معك مقاتلون». ويقال إنه


(١) خ: يا مصفر استسقم إلينا. (وعند ابن هشام، ص ٤٤٢: سيعلم مصفر استه من انتفخ سحره، أنا أم هو).
(٢) القرآن، المائدة (٥/ ٢٤).

<<  <  ج: ص:  >  >>