للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

قال هشام: وأخبرني أبي، والشرقي:

أن أول من تكلم بالعربية من ولد إبراهيم: إسماعيل حين أتى مكة، وله أقل من عشرين سنة، ونزل بجرهم. فأنطقه الله بكلامه. وكان كلامهم العربية. قال هشام: وسمت العرب إسماعيل: عرق الثرى (١). يريدون أنه راسخ، ممتد. قال: وقال قوم: سمي بذلك لأن أباه لم تضره النار، كما لا تضر الثرى.

١١ - وحدثني عباس بن هشام، عن أبيه، عن جده، عن عدة من أهل الرواية، قالوا:

لما تفرق ولد نوح في الأرض حين قسمها فالغ بن عابر، وأخ له يقال له يوناطر (٢)، نزلت عاد الشحر، وبه أهلكوا. ونزلت عبيل بناحية يثرب، فأخرجتهم العماليق، بعد حين، من منزلهم. فنزلوا موضع الجحفة. فأتى عليهم سيل، اجتحفهم إلى البحر. فسمى الموضع الجحفة. وكان مع العماليق رجل من بني عبيل، فنجا. فقال، فيما يزعمون:

عين بكى وهل يرجع … ما فات فيضها بالسجام

عمروا يثربا وليس بها … شر ولا صارخ ولا ذو سنام

وقال الربيع بن خثيم (٣): ملأت عاد ما بين الشام واليمن.

حدثني بذلك أحمد بن إبراهيم الدورقي، عن أبي بكر بن عياش، عن عاصم بن بهدلة، عن الربيع قال:

إن عادا كانوا قد ملأوا ما بين الشام إلى اليمن، من دلني على رجل من آل عاد، فله ما شاء. ونزلت العماليق في أول الأمر صنعاء اليمن. ثم انتقلوا إلى يثرب فنزلوها. وإنما سميت يثرب برئيس لهم، يقال له يثرب. ثم انتقلوا


(١) الطبرى (ص ١١١٣): أعراق الثرى.
(٢) خ: نوناطر، راجع المحبر، ص ٣٨٤.
(٣) خ: خشم، والتصحيح عن الطبرى وتهذيب التهذيب لابن حجر (٣/ ٤٦٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>