للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

إلى أبيها وإنما أنكرنا خروجكم بها نهارا، ورأينا علينا في ذلك غضاضة، فردها إلى مكة، فإذا غشينا الليل، وهدأت الزجل (١) فأسر بها. ففعل، وأخرجها ليلا حتى أتى بها زيدا ومن معه فسلمها إليهم. ويقال إن هبارا أنفر بها البعير حتى سقطت، وانكسرت ضلع من أضلاعها. وفي أمر زينب يقول عدي أو كنانة بن عدي (٢):

عجبت لهبار وأوباش قومه … يريدون إخفاري ببنت محمد

فإن أنا لم أمنع من القوم كنتي … فلا عشت إلا كالخليع المطرد

ووجه رسول الله سرية، وقال: إن لقيتم هبارا، فأحرقوه (٣). ثم قال: سبحان الله، لا يعذب بالنار إلا خالقها، اقطعوا يده ورجله. فلم تلقه السرية. وقدم على رسول الله ، حين فتح مكة، مسلما. فقبل إسلامه، وأمر أن لا يعرض (٤) له. وقال له: لا تسب إلا من يسبك. وكان سبابا للناس. وكان يكنى أبا سعد. وخرجت سلمى مولاة رسول الله ، فقالت: لا أنعم الله بك عينا. فقال رسول الله : مهلا، فقد محا الإسلام ما كان قبله.

وحدثني عباس بن هشام الكلبي، عن أبيه، عن معروف بن خربوذ المكي أنه أنشده لأبي العاص في زينب رضي الله تعالى عنها (٥):

ذكرت زينب لما جاوزت إرما … فقلت سقيا لشخص يسكن الحرما

بنت الأمين جزاها الله صالحة … وكل بعل سيثني بالذي علما

وقال أبو العاص هذا الشعر، وقد خرج في سفر له. وخرج أبو العاص ابن الربيع في سنة ست إلى الشام في تجارة له. فلما انصرف، بعث رسول الله زيد بن حارثة مولاه في كثف من المسلمين لاعتراض العير


(١) خ: الرجل (بالمهملة).
(٢) ابن هشام، ص ٤٦٨ (وعزاهما إلى كنانة بن الربيع).
(٣) خ: فاخرجوه.
(٤) خ: تعرض. (وراجع لقصته أيضا مصعبا الزبيري، ص ٢١٩).
(٥) السهيلي، ٢/ ٨٠ (وروى في الأول: لما يمت إضما).

<<  <  ج: ص:  >  >>