للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فطعموا، ثم جلسوا يتحدثون، ولم يقوموا فآذوا النبي . فأنزل الله ﷿ آية الحجاب (١)، وأنزل يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه (٢)، أي بلوغه، الآية.

وحدثت عن جرير بن عبد الحميد، عن مغيرة، عن الشعبي أن زينب قالت للنبي : لست كسائر نسائك، إنى أدل بثلاث سائر نسائك من يدل بهن: جدك وجدي واحد، وأنكحينك الله من السماء، وكان جبريل السفير في أمري.

وروي عن عمرة، عن عائشة أنها قالت:

يرحم الله زينب، لقد نالت الشرف الذي لا يبلغه شرف في الدنيا: إن الله زوجها نبيه، ونطق بذلك كتابه، وإن رسول الله قال، ونحن حوله: «أسرعكن لحاقا بي أطولكن يدا»، (أ) وقال: «باعا»، فبشرها بسرعة لحاقها به وأنها زوجته في الجنة. قالوا: وكانت زينب تقول لأزواج النبي : زوجكن أولياؤكن بمهور، وزوجني الله.

وحدثت عن عبد الله بن محمد بن أبي شيبة، عن أبي أسامة، عن إسماعيل، عن عامر بن عبد الرحمن بن أبزى قال:

صليت مع عمر على زينب بنت جحش، وكانت أول نساء النبي ماتت بعده. قالوا: وقالت زينب حين حضرتها الوفاة: إني قد هيأت كفني، ولعل عمر سيبعث إلي بكفن، فإن فعل فتصدقوا بأحد الكفنين. فلما توفيت، أرسل عمر بخمسة أثواب يخيرها ثوبا ثوبا، فكفنت فيها. فتصدقت أختها حمنة بنت جحش بالكفن الذي كانت أعدت.

فقالت عائشة: لقد ذهبت حميدة، فقيدة، مفزعا (٣) للأرامل واليتامى.


(١) القرآن، الأحزاب (٣٣/ ٥٩).
(٢) أيضا (٣٣/ ٥٣).
(٣) كذا في الأصل، لعله: «مفزعة».

<<  <  ج: ص:  >  >>