للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فو الله ما أدري وإن كنت سائلا … أغالك سهل الأرض أم غالك الجبل

فياليت شعري هل لك الدهر رجعة … فحسبي من الدنيا رجوعك لي بجل (١)

تذكرينه الشمس عند طلوعها … وتعرض ذكراه إذا قارب الطفل

وإن هبت الأرواح هيجن ذكره … فيا طول ما حزني عليه ويا وجل

سأعمل نص العيس في الأرض جاهدا … ولا أسأم التطواف أو تسأم الإبل

حياتي أو تأتي علي منيتي … وكل امرئ فان وإن غره الأمل

وأوصى بها كعبا (٢) وعمرا كليهما (٣) … وأوصي يزيدا ثم (من) بعدهم جبل

يعني بعمرو: عمرو بن الحارث بن عبد العزى بن امرئ القيس، أبو «بشر»، جد «محمد بن السائب بن بشر الكلبي النساب». ويعني بكعب: كعب بن شراحيل، أخا زيد لأمه. ويعنى بجبل: جبلة بن حارثة، أخا زيد، وكان أكبر من زيد. وبعضهم يجعل مكان كعب قيسا، ويقول: هو أخو حارثة.

ثم إن قوما من كلاب حجوا، فرأوا زيدا فعرفوه وعرفهم. فلما قدموا بلادهم، أعلموا حارثة بمكانه، وأخبروه خبره. فخرج حارثة وكعب ابنا شراحيل، وجبلة ابن حارثة بفدائه، وقدما مكة، فسألا عن النبي . فقيل:

هو في المسجد. فدخلا عليه، فقالا: يابن عبد الله وابن عبد المطلب وابن هاشم، ثم سيد قومه، أنتم أهل حرم الله بجيرانه، تفكون العاني، وتطعمون الضيف، جئناك في ابننا عندك، فامنن به علينا وأحسن في فدائه إلينا. فقال رسول الله : «فهلا غير ذلك؟ أدعوه، فأخيره. فإن اختاركم فهو لكم بغير فداء. وإن اختارني، فو الله ما أنا بالذي أختار على من اختارني شيئا». قالوا: قد زدتنا على النصف، وأحسنت. فدعا رسول الله زيدا، فقال له: أتعرف هؤلاء؟ (فقال): أبي وعمي وأخي. فقال:

أنا من قد علمت، فاخترني أو اخترهم. فقال: ما أنا بمختار عليك أحدا.

فقال له أبوه (٤): ويحك يا زيد، أتختار العبودية على الحرية؟ قال: نعم،


(١) البجل محركة: المسن.
(٢) خ: لعبا. (وعند ابن سعد: قيسا).
(٣) خ: كلاهما (والتصحيح عن ابن سعد).
(٤) خ: دعوه.

<<  <  ج: ص:  >  >>