للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

هل لك من حاجة أخرى؟ فقال سعيد: أو لو كانت لي حاجة أخرى غير ما كتب به صاحبك، أفكنت (١) قاضيها لي؟ قال: أما مثل ما أعطاك، فإنى كنت أعطيك إياه من مالي. وقال سعيد:

لا تخفرن صحيفة مختومة … وانظر بما فيها فكاك الخاتم

إن الغيوب عليكم محجوبة … إلا تظني جاهل أو عالم

قال: وسليم هذا صاحب «أصفر سليم»، وكان دواء يتخذه للأجر.

١٠٠٣ - حدثنى المدائني، عن شيخ من ثقيف، عن بشير بن عبيد الله بن أبي بكرة قال:

استخلف عبيد الله بن أبي بكرة على سجستان، حين وفد على زياد مع رتبيل (٢)، عمر بن عبيد الله بن معمر التيمي. فلما رجع إلى سجستان، أمر له بما في بيت مالها.

وحدثني عبد الله بن صالح المقرى، وأبو الحسن المدائني، عن مسلمة بن محارب قال:

خرج عمر بن عبيد الله بن معمر زائرا لابن أبي بكرة إلى سجستان، فأقام أشهرا لا يصله. فقال له عمر: إني قد اشتقت إلى بلدي وأهلي. فقال عبيد الله: سوءة من أبي حفص، أغفلناه، كم في بيت المال؟ قالوا: ألف ألف وسبع مائة ألف. قال: احملوها إليه. فحملت إليه.

حدثني المدائني، عن مسلمة وخلاد بن عبيدة، قالا:

أقبل عبيد الله بن أبي بكرة من بعض النواحي، فعطش. فلما كان بالخريبة من البصرة، استسقى من منزل امرأة. فأخرجت كوزا أو قدحا، وقامت خلف الباب وقالت: ليأخذه بعض غلمانكم، فإني امرأة من العرب ماتت خادم (ت) ى منذ أيام. فأخذ الغلمان الكوز، فشرب وقال لغلامه: أحمل إليها عشرة آلاف درهم. قالت: يا سبحان الله، أتسخر منا؟ فقال: احمل إليها عشرين ألف درهم. فقالت: أسأل الله العافية. فقال: يا أمة الله، كأنك «ترينا أهلا أن تقبلي منا صلتنا، احمل إليها ثلاثين ألف درهم. فأغلقت الباب، وقالت: أف لكم. فحمل إليها غلامه ثلاثين ألف درهم، فلم تمس حتى كثر خطابها.


(١) خ: قان كنت.
(٢) خ: رتبيل بن عمر.

<<  <  ج: ص:  >  >>