للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

فبادر قصي باستصراخ رزاح بن ربيعة وأخيه حن بن ربيعة. وكان رزاح سيد قضاعة وقائدها. فسار إليه منجدا له في الدهم منها، ومعه أخوه حن.

فقاتل قصي خزاعة وألفافها من كنانة ومن ولد الربيط (١) وهو الغوث بن مر (٢) بن أد بن طابخة بن إلياس بن مضر. فلما ظهر قصي على خزاعة، أخرجها من مكة وأدخلها قريشا وقسمها رباعا بينهم، وتولى أمر البيت. وقد كان أبقى على خزاعة بعض الإبقاء للصهر بينه وبينهم. فلما خرجوا عن مكة، وقع فيهم الوباء فمات بشر منهم. وسمى قصي مجمعا لجمعه قريشا وقيامه بأمرهم.

١٠٣ - ويقال إن قصيا لم يحتج إلى محاربة خزاعة، لأن رزاحا لما ورد مكة، أذعنت لقصي وهابت حربه، وخرجت عن مكة، فدخلها. قال حذافة بن غانم بن عامر القرشي (٣):

أبوكم قصي كان يدعى مجمعا … به جمع الله القبائل من فهر

وأنتم بنو زيد وزيد أبوكم … به زيدت البطحاء فخرا على فخر

وقال رزاح حين أنجد قصيا:

وإني في الحياة أخو قصي … إذا ما نابه ضيم أبيت

فما لبثت خزاعة أن أقرت … له بالذل لما أن أتيت

١٠٤ - وحدثني علي بن المغيرة الأثرم، عن معمر بن المثنى أبي عبيدة، قال:

كان الذي أخذ قصي البيت منه أبو غبشان. واسمه سليم بن عمرو بن بوى ابن ملكان. والأول أصح وأثبت.

قال أبو عبيدة: قال الناس: أخسر من صفقة أبي غبشان وقال الشاعر:


(١) في جمهرة ابن الكلبى (٦٠/ الف): «والغوث بن مر، وهو الربيط، وهو صوفة كانت أمه نذرت، وكان لا يعيش لها ولد: لئن عاش، لتربطن برأسه صوفة ولتجعلنه ربيط الكعبة. ففعلت، وجعلته خادما للبيت حتى بلغ. ثم نزعتها. فسمى الربيط.
(٢) خ: مرة.
(٣) ابن هشام، ص ٨٠، السهيلي، ١/ ٨٧، جمهرة ابن الكلبى، ٦/ الف، الطبرى، ص ١٠٩٥ (وقال: لمطرود أو حذافة بن غانم). راجع أيضا الفقرة ١٢٧ أدناه.

<<  <  ج: ص:  >  >>