للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

أحسن وجها، ولا أتم خلقا، ولا) (١) أعظم حلما، ولا أبعد من كل موبقة ومذنبة تفسد الرجال من هذا الإنسان- يعنون عبد المطلب- ولقد نصره أخواله من الخزرج، ولقد ولدناه كما ولدوه- وأن جده عبد مناف لابن حبي بنت حليل بن حبشية سيد الخزاعة- ولو بذلنا له نصرنا (٢) وحالفناه انتفعنا به وبقومه وانتفع بنا. فأتاه وجوههم، فقالوا: يا أبا الحارث، إنا قد ولدناك كما ولدك قوم (٣) من بني النجار، ونحن، بعد، متجاورون في الدار، وقد أماتت الأيام ما كان يكون في قلوب بعضنا (٤) على قريش من الأحقاد، فهلم، فلنحالفك. فأعجب ذلك عبد المطلب وقبله وسارع إليه فأجابهم إلى حلف.

فأقبل ورقاء بن عبد العزى أحد بني مازن بن عدى بن عمرو بن لحى، وسفيان ابن عمرو القميرى، وأبو بشر (٥)، وهاجر بن عمير القميري، وهاجر بن عبد مناف بن ضاطر، وعبد العزى بن قطم المصطلقي في عدة من وجوههم، فدخلوا دار الندوة وكتبوا بينهم كتابا. وكان عبد المطلب في سبعة نفر من بني المطلب، والأرقم بن نضلة بن هاشم. ولم يحضر أحد من بني نوفل ولا عبد شمس. فلما فرغوا من الكتاب، علقوه في الكعبة. وكان الذي كتبه لهم أبو قيس (بن) عبد مناف بن زهرة بن كلاب (المعلم. وتزوج عبد المطلب يومئذ لبنى بنت هاجر بن عبد مناف بن ضاطر، فولدت له أبا لهب. وتزوج أيضا ممنعة (٦) بنت عمرو بن مالك بن مؤمل، فولدت له الغيداق. وكانت نسخة كتابهم (٧) «هذا ما تحالف عليه عبد المطلب بن هاشم ورجالة عمرو بن ربيعة، من خزاعة، ومن معهم من أسلم ومالك ابني أفصى بن حارثة (٨). تحالفوا على


(١) التكملة عن المنمق، ص ٥٩. (خ: موبقة ومدنية)
(٢) خ: نصرناه وخالصناه.
(٣) خ: قومنا.
(٤) خ: بغضنا (بالغين المعجمة).
(٥) الكلمة غير واضحة في الأصل، والتصحيح عن المنمق، ص ١٠٥.
(٦) خ: ممتعة.
(٧) راجع مصادر أخرى لهذا النص في كتاب الوثائق السياسية، رقم (١٧١).
(٨) خ: قصى بن حازن.

<<  <  ج: ص:  >  >>