للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قلت: إن كان مراد ابن عيينة ما فسر به نعيم من الصغر، فإنه في التحقيق ضعيف؛ لأسباب ثلاثة:

أولها: أن بعض من حكي عنه غمز روايته عن الحسن لم يذكر أحد منهم الصغر، وفيهم بعض أقرانه، وهم أعلم، ولو كانت العلة من قبل الصغر لسبقوا إلى ذكرها.

وثانيها: أنه ثبت عن هشام قوله: " جاورت الحسن عشر سنين " (١).

قلت: وهذا دليل مساعد يثبت سماعه في الجملة من الحسن.

وثالثها: أن ابن عيينة نفسه قد سمع وهو صغير من جماعة، كالزهري وعمرو بن دينار وابن أبي نجيح، واحتج الناس بحديثه عنهم، فيكف يصح له الجرح بالرواية لمجرد الصغر؟

والذي ظهر لي أن مراد ابن عيينة غير ذلك، وهو أن هشاماً كان يدلس عن الحسن، وهي مظنة واردة على كل ما لا يذكر فيه السماع الصريح من الحسن.

قال علي من المديني: " حديثه عن الحسن عامتها يدور على حوشب " (٢).

قلت: وحوشب هذا هو ابن مسلم الثقفي من كبار أصحاب الحسن، وكان ثقة (٣)، فلو دلسه هشام فيما يرويه عن الحسن بالعنعنة، فلا يقدح ذلك في ثبوت روايته عنه.


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (٤/ ٢ / ٥٦) وإسناده صحيح.
(٢) العلل، لابن المديني (ص: ٦٣)، وعنه: في الجرح والتعديل (٤/ ٢ / ٥٥).
(٣) انظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٢٧٠) وتاريخ يحيى بن معين (النص: ٤٢٦١) وسؤالات الآجري لأبي داود (النص: ٧٣٧) والجرح والتعديل (١/ ٢ / ٢٨١) والثقات لابن حبان (٦/ ٢٤٣).

<<  <  ج: ص:  >  >>