للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لكن المقصود هنا تفسير مراد ابن عيينة، وهو هذا في الأصح.

وقد حكى نعيم نفسه عن ابن عيينة أيضاً، قال: " كان هشام أعلم بحديث الحسن من عمرو بن دينار؛ لأن عمرو بن دينار لم يسمع من الحسن إلا بعد ما كبر " (١).

٢ _ قول يحيى بن معين في (أبي بكر عبد الله بن محمد بن أبي ألاسود): " ما أرى به بأساً، ولكنه سمع من أبي عوانة (٢) وهو صغير، وقد كان يطلب الحديث " (٣).

قلت: أبو بكر هذا ثقة حافظ، فغمزه ابن معين بغير مغمز، وإلا فأين ما رواه عن أبي عوانة ولم يضبطه؟

٣ _ وقول الحافظ محمد بن مسلم بن وارة في (عمرو بن هشام البيروتي): " كتبت عنه، كان قليل الحديث "، قيل له: ما حاله؟ قال: " ليس بذاك، كان صغيراً حين كتب عن الأوزاعي " (٤).

قلت: هو صدوق، قال فيه ابن عدي: " ليس به بأس " (٥)، وما قاله ابن وارة تليين، وإنما يكون اللين من جهة الضبط، ومجرد الصغر كما تقدم لا ينافي الضبط.

أما بعد عصر التدوين، ومصير الناس إلى رواية الكتب والأجزاء، فإن المتأخرين سهلوا في السماع في الصغر حتى بالغوا فيه.

ومن أقدم ذلك سماع إسحاق بن إبراهيم الدبري من عبد الرزاق


(١) أخرجه ابن أبي حاتم في " الجرح والتعديل " (٤/ ٢ / ٥٤ _ ٥٥) وإسناده صحيح إلى نعيم.
(٢) الوضَّاح بن عبد الله.
(٣) معرفة الرجال، رواية: ابن محرز (١/ ٩٠).
(٤) الجرح والتعديل (٣/ ١ / ٢٦٨).
(٥) ذكر ذلك في ترجمة (سليمان بن أبي كريمة) (٤/ ٢٥٠).

<<  <  ج: ص:  >  >>