للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>
رقم الحديث:

- قَالَ عن حَمَّادٍ - قَالَ: "اللهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ" - وقَالَ عَنْ عَبْدِ الْوَارِثِ: قَالَ: "أَعُوذُ بِاللَّهِ- مِنَ الْخُبُثِ وَالْخَبَائِثِ". [خ ١٤٢، م ٣٧٥، ت ٥، ن ١٩، جه ٢٩٦، دي ٦٦٩]

===

وهذا مذهب الجمهور وقالوا: من نسي يستعيذ بقلبه لا بلسانه، ومن يجيزه مطلقًا كما نقل عن مالك (١) لا يحتاج إلى التفصيل "علي القاري (٢) ".

(- قال (٣) عن حماد - قال: اللهُمَّ (٤) إني أعوذ بك، وقال عن عبد الوارث: قال: أعوذ بالله)، حاصله أن مسددًا له أستاذان، أحدهما حماد بن زيد، والثاني عبد الوارث، فأراد أبو داود أن يبين ما وقع من الاختلاف في لفظيهما فيقول: قال مسدد فيما روى عن حماد: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بلفظ: " اللهُمّ إني أعوذ بك "، وقال مسدد فيما روى عن عبد الوارث بلفظ: "قال: أعوذ بالله" (من الخبث والخبائث) العوذ: الالتجاء، والخبث بضمِّ باءٍ (٥) جمع خبيث، والخبائث جمع خبيثة، يريد ذكرر الشياطين وإناثهم، وقيل: الخبث (٦) بسكون الباء هو خلاف طيب الفعل من فجور ونحوه، والخبائث الأفعال المذمومة والخصال الرديئة، خص الخلاء بالاستعاذة لكونه مئنة للوحدة وخلوِّه عن الذكر للقذر، ولذا يستغفر إذا خرج.


(١) وبه قال النخعي وغيره، كما بسطه ابن رسلان. (ش).
(٢) انظر: "مرقاة المفاتيح" (٢/ ٥٠).
(٣) أي: مسدد. (ش).
(٤) قال ابن رسلان: يستحب أن يقدم التسمية لرواية علي عند الترمذي (٦٠٦): "ستر ما بين أعين الجن وعورات بني آدم إذ دخل الكنيف أن يقول: بسم الله", قلت: وكذا في "سنن سعيد بن منصور" بلفظ: "بسم الله أعوذ بالله من الخبث والخبائث"، قال الحافظ: على شرط مسلم. (ش).
(٥) وصححه ابن العربي في "العارضة" (١/ ٢٠). (ش).
(٦) وصححه جماعة كما قال ابن رسلان، فتغليط الخطابي لبس في محله، وكذا أورد على تغليط الخطابي شارح "العمدة" في "إحكام الأحكام" (١/ ٥٠). (ش).

<<  <  ج: ص:  >  >>