للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

زُوِّجْتُهَا مِنْ بَنَاتِ الأَوسِ مُجْزِئَةً (١)» (٢).

ومثله ابن عطية في إيراد الشاهد الأول مع إِتْمامهِ فقال: «يقالُ: أجزأت المرأةُ إذا ولدت أنثى، ومنه قول الشاعر:

إنْ أَجْزَأَتْ حُرَّةٌ يَومًا فلا عَجَبٌ ... قَدْ تُجْزِئُ المرأةُ المِذْكَارُ أَحيانَا

وقد قيل في هذا البيت: إنه بيت موضوع» (٣).

غير أن ابن قتيبة قد نقل عن أبي إسحاق الزجاج أن معنى الجزء هنا البنات، يقال له جزء من عيال، أي بنات. قال: وأنشدني بعض أهل اللغة بيتًا يدل على أن معنى «جزء» معنى إناث، قال: ولا أدري البيت قديم أم مصنوع:

إِنْ أَجْزأتْ حُرَّةٌ يومًا فلا عَجَبٌ ... قد تُجزئُ الحُرَّةُ المِذكارُ أَحيَانَا

فمعنى: «أجزأت». أي آنثت، أي أتت بأنثى. وقال المفضل بن سلمة: حكى لي بعض أهل اللغة: أجزأ الرجل، إذا كان يولد له بنات. وأجزأت المرأة: إذا ولدت البنات. وأنشد المفضل:

زُوجتُها من بَنَاتِ الأَوسِ مُجزئةً ... للعَوسجِ اللَّدنِ في أَبياتِهَا زَجَلُ» (٤).

وربما اكتفى الزمخشري بإظهار شكه وارتيابه في صحة الشاهد، كما في قوله عند تفسير قوله تعالى: {خُلِقَ الْإِنْسَانُ مِنْ عَجَلٍ} [الأنبياء: ٣٧] (٥): «وقيل: «العجل». الطين بلغة حِمْيَر، وقال شاعرهم:

والنَّخْلُ ينبتُ بينَ المَاءِ والعَجَلِ (٦)


(١) صدر بيت، وعجزه:
......................... ... لِلعَوْسَجِ اللَّدْنِ في أَبياتِها زَجَلُ.
وهو بلا نسبة في لسان العرب ٢/ ٢٦٩ (جزأ).
(٢) الكشاف ٤/ ٢٤١.
(٣) المحرر الوجيز ١٤/ ٢٤٦.
(٤) غريب القرآن ٣٩٦.
(٥) الأنبياء ٣٧.
(٦) عجز بيت مجهول، وصدره: =

<<  <   >  >>