للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قال فيه: قال ابن الأعرابي: أخلاق مشمولة أي مشئومة، وأخلاق سوء، وأنشد:

وَلَتَعْرِفَنَّ خَلائِقًا مَشْمُوَلةً ... وَلتَنْدَمَنَّ ولاتَ سَاعةَ مَنْدَمِ» (١).

في حين أن الجزء الذي أورده الفراء وقع في أشعار أخرى غير ما ذكره ابن السكيت (٢).

وهذا العيب الذي يوجد كثيرًا في شواهد الشعر في كتب التفسير وغيرها، حرص المفسرون على الخروج منه بشرح الشاهد حين وروده لإزالة ما قد يقع فيه من سوء فهم أو تأويل، غير أنهم لم يلتزموا شرح كل الشواهد الشعرية التي ترد في التفسير، وقد ذكرت أمثلة لذلك في مبحث «منهج المفسرين في شرح الشاهد الشعري» وغيره من مباحث الباب الثاني، فلا أطيل هنا.

٦ - اضطراب الوزن وعدم وضوح المقصود.

قد يختل وزن الشاهد الشعري في كتب التفسير، فيغمض المعنى على القارئ، ولا يتبين المعنى الذي أراده المفسر من إيراد الشاهد، ولا وجه الاستشهاد، وهذا العيب أمثلته قليلة جدًا في كتب التفسير، ولكنه يقع في باب الشعر، لا عتماده على الوزن واستقامته، فإذا اختلت دخله الوهم، وكثرة التأويلات.

ومن أمثلة ذلك أن أبا عبيدة قال في كتابه المجاز: {تِلْكَ آيَاتُ الْكِتَابِ الْحَكِيمِ} [يونس: ١] (٣) مجازها: هذه آيات الكتاب الحكيم، أي: القرآن. قال الشاعر:


(١) شرح أبيات المغني ٥/ ٢٩.
(٢) انظر: رصف المباني للمالقي ٣٣٤، شرح ابن عقيل ١/ ١٦٣، خزانة الأدب ٤/ ١٦٨ - ١٧٥.
(٣) يونس ١.

<<  <   >  >>