للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ومن ذلك قول الطبري: «ويَسْتَشِهِدُ لقولهِ ذلكَ برَجَزِ بعضِ الأَعراب ... » (١). وقوله: «وقال بعض الأعراب ... » (٢) فنسبه في الموضعين إلى بعض الأعراب دون نص على عين القائل، والوصف بالأعرابية لا يفيد كثيرًا في معرفة القائل لكثرة شعراء الأعراب، وهم سكان البادية، وعنهم أخذ العلماء والرواة كثيرًا من اللغة والشعر (٣).

- وربما أَبْهَم المفسر النسبة إبهامًا شديدًا فنسب الشاعر إلى العَربِ وهذا لا يكاد يتميز لكثرة بطون العرب وقبائلها، ومن ذلك قول الطبري: «وقال بعض العرب ... » (٤)، وكذلك قول الزمخشري: «وفي معناه قول العرب:

إِنَّ الغَنِيَّ طَويلُ الذَّيْلِ مَيَّاسُ» (٥).

وما تقدم من نسبة الشاعر إلى قبيلته أو إلى العرب يعد من البيان الناقص الذي لا يقود إلى معرفة الشاعر بعينه ما لم يكن مشهورًا بين شعراء قبيلته بهذه النسبة، وقد استخدم المفسرون هذه الطريقة في نسبة الشواهد في كتب التفسير.

- الاقتصار على ذكر من أنشد الشاهد من الرواة:

قد يقتصر المُفَسِّرُ على ذكر مَنْ أنشدَ الشاهدَ من العلماء والرواة، ولا يذكرُ مَن قاله من الشعراء؛ ثقةً برواية هذا الراوي، والغالب أن يكون من العلماء الكبار، والرواة الثقات كأبي عمرو بن العلاء، والكسائي وأمثالهم.


(١) المصدر السابق ١٤/ ٢٧١.
(٢) المصدر السابق ١٤/ ٤١، ٢٧١، ٢٧٢، ١٧/ ٥٧٢.
(٣) انظر: الأعراب الرواة لعبدالحميد الشلقاني، فقد أفرده لأخبار الرواة الذين رووا اللغة والشعر من الأعراب.
(٤) المصدر السابق ١٨/ ٣١٩.
(٥) الكشاف ٤/ ١١٦.

<<  <   >  >>