للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مأخوذ من الشَّكْلِ الذي هو المِثْلُ والشِّبْهُ. (١) ثم يقال لما غمض وإن لم يكن غموضه لإشكاله مُشكِلًا. وقد صنفت كتب مشكل القرآن للرد على الطاعنين في القرآن لسوء فهمهم لبعض آياته التي قد يلتبس فهمها على من لا علم عنده، ولذلك صنف أبن قتيبة وغيره من العلماء كتبًا في بيان مشكل القرآن. وقد اخترت كتاب ابن قتيبة لوفرة شواهده، وتقدمه، واعتماد العلماء عليه في مصنفاتهم وتفاسيرهم. (٢)

ثانيًا: كتب غريب القرآن.

من أول الدراسات القرآنية التي صنف فيها العلماء غريب القرآن الكريم، وهو يُعنى ببيان مُفردات القرآن، وفيما يلي بيان للمقصود بالغريب في اللغة ثم بيان المقصود باصطلاح غريب القرآن، وإشارة إلى أهم المصنفات فيه.

[أ - التعريف اللغوي]

الغريبُ في اللغة هو الرجلُ البعيدُ عن وطَنِهِ (٣)، ومن الكلامِ الغامضُ المُعمَّى لبُعْدِه عن الفَهْمِ والإدراك. (٤) قال الأزهريُّ: «الغريبُ من الكلامِ: العُقْمِيُّ الغامض». (٥) وذكر أهلُ اللغة أنَّ الكلامَ العُقْميَّ هو غَريبُ الغريبِ (٦) لشدةِ غُموضهِ، وفي هذا إشارة أنَّ للغرابة والخفاء درجات متفاوتة، وأن منه ما غاب المراد منه، وانقطع استعماله.

وقال الخطَّابيُّ في تعريفه: «الغريبُ من الكلام إنما هو الغامضُ البعيدُ من الفهم، كالغريب من الناسِ إِنَّما هو البعيدُ عن الوطنِ، المنقطعُ


(١) انظر: لسان العرب (شكل) ٧/ ١٧٦.
(٢) انظر: تأويل مشكل القرآن ٧٧.
(٣) انظر: لسان العرب ١٠/ ٣٣ (غرب).
(٤) انظر: العين ٤/ ٤١١، تهذيب اللغة ٨/ ١١٥.
(٥) تهذيب اللغة ٨/ ١١٥.
(٦) انظر: تهذيب اللغة ١/ ٢٨٨، الصحاح ٥/ ١٩٨٨، المحكم ١/ ١٤٩.

<<  <   >  >>