للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

العربَ تقول: وعدتهُ خيرًا ووعدته شرًا، فلو أسقطوا الخير والشر، قيل في الخير: وعدتُ، وفي الشر: أوعدت. (١)

فبَيَّن له الفَرقَ بين الوعدِ والوعيدِ، وأَنَّ الوفاء بالوعد مَكرمةٌ، وأَنَّ الذي يفي بوعدهِ يُقالَ له: وَفَى، أَمَّا الذي لا يَوقعُ بوعيدهِ فيقال: إِنَّه عفا، وشتَّان بينهما.

وأَمَّا في كتب التفسير، فقد وردت مسائلُ متفرقةٌ من مسائل العقيدةِ التي وقَعَ الخلافُ فيها بَيْنَ أهلِ السنَّةِ وغَيْرِهم، وذلك في آيات القرآن التي تتناول صفات الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى بصفةٍ خاصةٍ، وغيرها من الآيات، استشهد فيها المخالفونَ بشواهدَ من الشعرِ كانت هي حجتُهُم فيما ذهبوا إليه من أقوال. وهي أمثلة قليلة، ليس لها كبير تأثير في التفسير، ومن هذه الأمثلة:

[١ - استواء الله على عرشه]

وصفَ الله في كتابه الكريم نَفسَهُ بأَنَّه مستوٍ على عَرشهِ في سبع آياتٍ صريحة، هي قوله تعالى: {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ} (٢) في ست آيات [الأعراف: ٥٤، يونس ٣، الرعد ٢، الفرقان: ٥٩، السجدة ٤، الحديد ٤] وقوله تعالى: {الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى (٥)} [طه: ٥] (٣)، وفي هذه الآيات الكريمات إثباتُ صفةِ استواء الله - تعالى - على عرشه.

ومن السنة حديث أبي هريرة رضي الله عنه؛ أنَّ النبي - صلى الله عليه وسلم - أخذ بيده، فقال: «يا أبا هريرة! إِنَّ اللهَ خَلَقَ السماواتِ والأرضين وما بينهما في ستةِ أَيامٍ ثُمَّ استوى على العَرشِ». (٤) وحديث قتادة بن النعمان رضي الله عنه؛ قال: سَمعتُ رسول الله - صلى الله عليه وسلم - يقول: «لَمَّا فَرَغَ اللهُ مِنْ خلقهِ؛ استوى


(١) انظر: عيون الأخبار ٥/ ١٤٢، طبقات النحويين واللغويين ٣٤، إنباه الرواة ٤/ ١٣٩.
(٢) [الأعراف: ٥٤، يونس ٣، الرعد ٢، الفرقان: ٥٩، السجدة ٤، الحديد ٤].
(٣) طه ٥.
(٤) رواه النسائي في التفسير ٤١٢ وهو حديث حسن، وانظر: مختصر العلو ٧١.

<<  <   >  >>