للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

إنشاد القصيدة التالية، أن يفصلوا بينها وبين التي قبلها بقولهم: بل، وليست من القصيدة وإنما إشارة إلى الفصل والابتداء، فكذلك الحروف المقطعة في أوائل السور على هذا القول.

ثالثًا: حول الشاهد.

ومن أوجه شرح الشواهد الشعرية في كتب التفسير أن يتعرض المفسرون لما حول الشاهد مما يعد وجهًا من أوجه شرح الشاهد الشعري، وبيانه، ومن ذلك التعريف بقائل الشاهد، أو ذكر شيء من أخباره، أو نقد الشاهد الشعري، وفيما يلي بيان ذلك:

- ذكر أخبار قائل الشاهد.

قال ابن عطية مشيرًا إلى سبب تسمية الراعي النميري بهذا: «وتبوأ معناه كما قلنا: تَخَيَّرا واتخذا، وهي لفظة مستعملة في الأماكن وما يشبه بها. ومن ذلك قول الشاعر:

لَهَا أَمرُها حتى إذَا مَا تَبوَّأَتْ ... لأنْحَامِها مَرعى تبَوأَ مَضجعَا (١)

وهذا البيتُ للرَّاعي، وبه سُمِّي الراعي». (٢) فقد ذيل البيت بإشارة لاعلاقة لها بِمَحلِّ الشاهد منه، ولكنه خبر عن الشاعر الذي قال البيت، وهو عُبَيد بن حُصين، قيل: إِنَّما سُمِّي الراعي لقوله هذا البيت. (٣) وقيل بل سُمِّي الراعي لكثرة وصفه الإبل في شعره. (٤)

قد يكون للتعريف بالشاعر دور في فهم البيت المستشهد به، ولذلك يحرص المفسرون في بعض الشواهد على ذكر بعض ما يتعلق بقائل الشاهد. ومن أمثلة ذلك قول الطبري: «كان أهل بيت منا يقال لهم بنو أبيرق: بشر، وبشير، ومبشر. وكان بشير رجلًا منافقًا، وكان يقول


(١) ديوان الراعي النميري ١٦٤.
(٢) المحرر الوجيز ٩/ ٨٢.
(٣) انظر: الاشتقاق ٢٩٥.
(٤) انظر: انظر: مقدمة الديوان ي، المزهر ٢/ ٤٣٤.

<<  <   >  >>