للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كأنه والله أعلم على تقدير: يُسبِّحُهُ فيها رجالٌ». (١)

وأما نسبة الشاهد فقد اختُلِفَ في نسبته، فنُسِب لنهشلِ بن حَرّيّ كما ذكر أبو عبيدة، ونُسب للحارث بن نَهِيك النَّهشليِّ، ونُسب لمُزَرِّدِ بن ضرارٍ أخي الشمّاخ، ونُسب إلى مُرَّةَ النَّهشليِّ، ونُسب إلى لبيدٍ وهو في الشعر المنسوب إليه، ونُسِب إلى الحارث بن ضرار النَّهشليِّ، وإلى ضرار النهشلي، وإلى مهلهل. (٢)

ومِمّا يؤيدُ صحةَ نسبته لنهشلِ بن حرّيّ كما قال أبو عبيدة، أَنَّ أكثر المصادر قد نسبه له، وتصحيح البغدادي لهذه النسبة، وصحح هذه النسبة من المحققين الأستاذان عبد السلام هارون ومحمد عبد الخالق عضيمة رحمهما الله.

٢ - ردُّهم للشواهد المصنوعة:

يُعَدُّ عصرُ أبي عبيدة عصرَ الرواية والرواة، وقد كان أبو عمرو بن العلاء من شيوخه الكبار، وكان أبو عمرو بن العلاء طريقًا لرواية أكثر شعر العرب الموثوق به عند العلماء. وقد اعترف أبو عمرو بن العلاء في مرض موته ليونس بن حبيب أنه لم يكذب في شيء رواه عن العرب من الشعر. ولم يزد فيه شيئًا إلا بيتًا واحدًا، زاده في قصيدة الأعشى العينية، وهو قوله:

فأَنْكرتْنِي وما كان الذي نَكِرَتْ ... من الحوادِثِ إِلَّا الشَّيبَ والصَّلَعا

قال أبو عبيدة: «قال يونس: قال أبو عمرو: أنا الذي زدت هذا البيت في شعر الأعشى إلى آخره فذهب فأتوب إلى الله منه». (٣)


= التيسير ١٦٢، السبعة ٤٥٦، معاني القرآن للفراء ٢/ ٢٥٣، إعراب القراءات السبع وعللها ٢/ ١١٠، الدر المصون ٥/ ٢٢١، الحجة ٥/ ٣٢٥.
(١) إيضاح شواهد الإيضاح ١/ ١٠٩ - ١١٠.
(٢) انظر: إيضاح شواهد الإيضاح للقيسي ١/ ١٠٩.
(٣) مجاز القرآن ١/ ٢٩٣.

<<  <   >  >>