للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مَعَاذَ الإِلهِ أَنْ تكونَ كَظَبْيَةٍ (١) ... ...................................

ونَظِيرهُ «الناس»، أصله: الأُناس. قال (٢):

إِنَّ المَنَايَا يَطَّلِعْـ ... ـنَ عَلى الأُنَاسِ الآَمِنِيْنَا (٣)

فحُذفت الهمزةُ، وعُوِّض منها حرفُ التعريف، ولذلك قيل في النداء: يا الله بالقطع، كما يقال: يا إله» (٤).

ومن ذلك قوله وهو يفسر قوله تعالى: {إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ} [آل عمران: ٩٦] (٥): «وبَكَّةُ: موضعُ المسجد، وقيل: اشتقاقها مِنْ (بَكَّهُ) إذا زَحَمَهُ؛ لازدحامِ الناس فيها .... كأنَّها سُمّيت بِبَّكةَ، وهي الزَّحْمَةُ، قال (٦):

إِذا الشَّرِيبُ أَخَذتْهُ الأَكَّهْ ... فَخَلِّهِ حتى يُبَكَّ بَكَّهْ (٧)

فاعتمد في بيان اشتقاق اللفظة على الشاهد الشعري، وهناك جوانب أخرى لدى الزمخشري اعتمد فيها على الشاهد الشعري سيأتي تفصيلها عند الحديث عن أغراض إيراد الشاهد الشعري عند المفسرين.

مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في تفسير المحرر الوجيز لابن عطية:

وأما ابن عطية، فقد سار على طريقة ابن جرير الطبري، فكانت عنايته بالشواهد الشعرية بارزة، وأكثر من التعرض لشرحها، والاعتراض على ما ذكره أبو عبيدة أو ابن جرير في فهم هذه الشواهد، وقد اشتمل


(١) عجزه:
...................... ... ولا دُمْيَةٍ ولا عَقيلةِ رَبْرَبِ
انظر: شرح الحماسة للمرزوقي ٣٧٨، خزانة الأدب ٢/ ٢٧٧.
(٢) هو ذو الجدن الحميري.
(٣) خزانة الأدب ٢/ ٢٨٠.
(٤) الكشاف ١/ ١٠٧ - ١٠٨.
(٥) آل عمران ٩٦.
(٦) هو عامان بن كعب. .
(٧) الشَّريبُ هو الذي يشرب معك أو يسقي معك إبله، والأكة هي سوء الخلق. انظر: مقاييس اللغة ١/ ١٨، ١٨٦.

<<  <   >  >>