للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر يهجو به أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ثم ينحله إلى بعض العرب، ثم يقول: قال فلان كذا، وقال فلان كذا، فإذا سمع أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذلك الشعر، قالوا: والله ما يقول هذا الشعر إلا الخبيثُ! فقال:

أَوَ كُلَّما قالَ الرجالُ قصيدةً ... أَضِمُوا (١) وقَالوا: ابنُ الأُبَيْرقِ قَالَهَا». (٢)

- تحديد موضوع الشاهد الشعري.

تعد معرفة موضوع الشاهد الشعري، وسبب قوله جزءًا من شرحه، ولذلك عني المفسرون في بعض الشواهد التي لا تفهم إلا بمعرفة مناسبتها ببيان ذلك. ومن الأمثلة على ذلك في كتب التفسير قول الطبري: «واستشهدوا على ذلك بقول ذي الرمة في صفة نار نعتها». (٣) وقوله: «ومنه قول ذي الرمة في صِفَةِ السَّرَابِ .... ». (٤) وقوله: «ومنه قول أبي ذؤيب الهذلي في صفةِ فَرَسٍ .... » (٥)، وقوله: «كما قال الأعشى في صفة امرأَةٍ انتسبت إلى قومٍ .... » (٦)، وقوله: «ومنه قول الأخطل في هجاء جرير ... » (٧)، وغير ذلك من الأمثلة التي يشير المفسر قبل إيراده للشاهد الشعري إلى موضوعه الذي قيل فيه، كالوصف والهجاء ونحو ذلك، ليكون ذلك بيانًا للشاهد، وشرحًا لجانب من جوانبه.

وقد يُبَيّنُ المفسرُ زَمَنَ قول هذا الشاهد من الشعر ليستحضر القارئ المعنى في ضوء هذا الوقت الذي قيل فيه الشعر، وهذا جزء من شرح الشاهد، ومن ذلك قول ابن عطية: «وقيل: الرعدُ اسمُ الصوت


(١) يقال: أَضِمَ فلانٌ يأضَمُ أَضَمًا كغَضِبَ وزنًا ومعنى. انظر: لسان العرب (اضم) ١/ ٢٧٩.
(٢) تفسير الطبري (شاكر) ٩/ ١٧٧، وانظر: الجليس الصالح الكافي للجريري ٣/ ١٤٢، المحرر الوجيز سورة النساء ١٠٥ - ١٠٨، وانظر: تفسير الطبري (هجر) ١٧/ ١٩٤.
(٣) تفسير الطبري (شاكر) ٩/ ٤٢١.
(٤) تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ١٩.
(٥) تفسير الطبري (شاكر) ٤٤٨ - ٤٤٩.
(٦) المصدر السابق ٩/ ٢٠.
(٧) المصدر السابق ٦/ ٥٠٠، وانظر: تفسير الطبري (شاكر) ٢/ ٥٤٠، ٥٤٣، ٣/ ٢٦، ٤٩٠.

<<  <   >  >>