وأخذها عن شيخه أبي عمرو بن العلاء هو والأصمعي، وقد ظهر هذا جليًا في كتبهم.
[مدى اعتماد الشاهد الشعري في مجاز القرآن لأبي عبيدة]
فاقت شواهد الشعر عند أبي عبيدة غيرها من الشواهد، وكان حريصًا على الشعر في الاحتجاج لما يذهب إليه، وقد اعتمد أبو عبيدة عليه في الاستدلال اللغوي على غريب القرآن، وشرح المفردات، وشرح الأساليب. وربما فسر الآية مباشرة بالشاهد من الشعر، وكلامه مختصر جدًا، لا يتجاوز اللفظة واللفظتين في غالب المواضع.
وقد استشهد أبو عبيدة في كتابه مجاز القرآن بمائة وتسعة وخمسين شاعرًا عرفت أسماؤهم غير من جهل اسمه، وبلغت الشواهد التي نسبت لهؤلاء الشعراء المعروفين خمسمائة وخمسين شاهدًا. وقد كان نصيب شعراء الجاهلية كبيرًا، فخمسة وستون من هؤلاء الشعراء من العصر الجاهلي، وعدد شواهدهم تقارب المائتين حيث بلغت مائة وثمانية وتسعين شاهدًا.
وأما المخضرمون كلبيد وحسان فقد بلغ عددهم واحدًا وأربعين شاعرًا، وبلغت شواهدهم عند أبي عبيدة مائة وستين شاهدًا شعريًا.
وأما شعراء الإسلام فجاءوا في المرتبة الثانية بعد شعراء الجاهلية، وفي مقدمتهم العجاج، وابنه رؤبة، وجرير، وذو الرمة وقد بلغ عدد الشعراء الإسلاميين ثلاثة وخمسين شاعرًا، وبلغت شواهدهم مائة واثنين وتسعين شاهدًا. وقد شَملت هذه الشواهد الغريب والمعاني والنحو والتصريف.
[مدى الاعتماد على الشاهد الشعري في معاني القرآن للفراء]
وأما الفراء فقد كانت عنايته بالشواهد الشعرية، واعتماده عليها أقلَّ ظهورًا من أبي عبيدة، وإن كان استفاد منها في معانيه كذلك.