للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(١٥٦ هـ) (١)، وعن هذين أخذ سائر شيوخ العلم والرواية كخلف الأحمر (١٨٠ هـ)، والمفضل الضبي (١٧٨ هـ)، والأصمعي (٢١٥ هـ)، وأبي عبيدة (٢١٠ هـ)، وأبي عمرو الشيباني (٢٠٦ هـ)، والفراء (٢٠٧ هـ) وغيرهم، ثم أخذ عن هؤلاء من تلاهم كابن الأعرابي (٢٣١ هـ)، ومحمد بن حبيب (٢٤٥ هـ)، وأبي حاتم السجستاني (٢٥٥ هـ)، ثم أخذ عن هؤلاء أبو سعيد السكري (٢٨٥ هـ)، وثعلب (٢٨٦ هـ) وأضرابهما (٢).

وأما من أتى بعدهم فقد اعتمدوا على الرواية عنهم وعن تلاميذهم، وعلى المصنفات التي دونها هؤلاء. يقول أبو الطيب اللغوي: «وكان في هذا العصر ثلاثةٌ، هُم أَئِمةُ النَّاسِ في اللغة، والشعرِ، وعُلومِ العرب، لم يُرَ مِثلُهُم قَبْلَهم ولا بَعدهم، عنهم أُخِذَ جُلُّ مَا في أَيدي الناس من هذا العلمِ بَلْ كُلُّهُ، وهُم أبو زيدٍ، وأَبو عبيدةَ، والأَصمعيُّ، وكلهم أخذوا عن أَبي عَمروٍ اللغةَ، والنحوَ، والشعرَ، ورَووا عنه القراءةَ، ثم أَخذُوا بعدَ أبي عمروٍ عن عيسى بنِ عُمرَ، وأَبي الخطابِ الأخفشِ، ويونسَ بن حبيب عن جماعةٍ من ثقاتِ الأعراب وعلمائهم» (٣).

وهذا المصدر المباشر لم أجد له أثرًا ظاهرًا إلا في كتابي «مجاز القرآن» لأبي عبيدة، و «معاني القرآن» للفراء، حيث تقدم أخذهم مباشرةً من الشعراء، ونقلُهُم لعدد من الشواهد الشعرية، وستأتي الأمثلة على ذلك في هذا المبحث، وأثر هذا المصدر المباشر في تفسيرهم للقرآن الكريم، أما بقية كتب التفسير موضوع الدراسة فلم يدرك أحدٌ منهم شاعرًا يحتج بشعره.


(١) هو حَمَّاد بن ميسرة بن المبارك الديلمي الكوفي المعروف بالراوية، من أعلم الناس بشعر العرب وأخبارهم، قدمه خلفاء بني أمية، ولد سنة ٩٥ هـ وتوفي سنة ١٥٥ هـ. انظر: معجم الأدباء ٣/ ٢٤٦ - ٢٥٠.
(٢) انظر: مصادر الشعر الجاهلي ٢٥٢.
(٣) مراتب النحويين ٣٩ - ٤٠.

<<  <   >  >>