للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المتقدمون من شعر القبائل، ومعظمُ شواهد الهُذليينَ في كتب التفسيرِ في هذا الديوان. (١).

وهذا المصدر من أهم المصادر التي اعتمد عليها ابن قتيبة في «تأويل مشكل القرآن» و «غريب القرآن»، والطبري في تفسيره «جامع البيان في تأويل آي القرآن»، كما في قول ابن قتيبة: «وأنشد الفراء» (٢)، وقوله: «وأنشد أبو عبيدة» (٣).

وأما الإمام الطبري فيروي تلك المصنفات عن الرواة، في مثل قوله: «أنشدني بعض الرواة عن أبي عبيدة» (٤). ويقول: «وحُدِّثتُ عن أبي عبيدة معمر بن المثنى أنه قال: سَمعتُ أبا عمروٍ يقول في بيت زهير» (٥). وقال في موضع آخر: «وقد ذُكِرَ أَنَّ أَبا عمرو بن العلاء كان ينشد بيت زهير» (٦).

وينقل عن الفراء، في مثل قوله: «وذكر الفراء أن بعض العرب أنشده» (٧). وقوله: «وذكر الفراء أن العرب تقول ... وأنشد في ذلك» (٨).

وكثيرًا ما يستشهد الطبري بشعر الشاعر مباشرة دون أن يسنده لأحد من الذين أخذ عنهم شعر هذا الشاعر، مثل قوله عند تفسيره لقوله تعالى: {فَنَادَوْا وَلَاتَ حِينَ مَنَاصٍ} [ص: ٣] (٩): «وقوله: {مَنَاصٍ}: مَفْعَلٌ مِن النَّوْصِ، والنَّوْصُ في كلام العرب: التأَخُّرُ، والمَنَاصُ: المَفَرُّ، ومنه قول امرئ القيس:


(١) انظر: مصادر الشعر الجاهلي ٤٨١ - ٦١٤، شرح شواهد الشافية ٤/ ٦.
(٢) تأويل مشكل القرآن ٢١٣.
(٣) غريب القرآن ٣٣، ٤٢.
(٤) تفسير الطبري (هجر) ٢٣/ ٤٧٩، تفسير الطبري (هجر) ٢١/ ٥٣٥ - ٥٣٦.
(٥) تفسير الطبري (هجر) ٢٠/ ١٧١ - ١٧٢.
(٦) تفسير الطبري (شاكر) ١١/ ٥٤٥ - ٥٤٦.
(٧) تفسير الطبري (هجر) ١٩/ ٩٣.
(٨) تفسير الطبري (هجر) ٢٢/ ٤٠٠، وكلام الفراء في معاني القرآن ٣/ ١٣٣، تفسير الطبري (هجر) ١٨/ ٣٠٠.
(٩) ص ٣.

<<  <   >  >>