للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عن قراءة من قرأ (الضَّأْلِين) (١)، نقل ابن عطية عن ابن جني فقال: «قال أبو الفتح: وعلى هذه اللغة قولُ كُثَيّر:

إذا مَا العَوالي بِالعَبِيطِ احْمَأَرَّتِ (٢)

وقول الآخر (٣):

وللأرضِ أَمَّا سُودُها فَتَجلَّلَتْ ... بَيَاضًا وأَمَّا بِيْضُهَا فادهأَمَّتِ (٤)» (٥).

وهذا النقل من كتاب الخصائص لابن جني مع تصرف قليل (٦).

وينقل دون سندٍ عن كبار العلماء الرواة كأبي زيد الأنصاري في مثل قوله: «وأنشد أبو زيد» (٧). كما ينقل عن المقتضب للمبرد كما في قوله: «وذهب المبرد في باب التعجب من «المقتضب» إلى أن هذه الآيةَ تقريرٌ واستفهامٌ لا تعجب، وأن لفظة «أَصْبَرَ» بِمعنى اضطر وحبس، كما تقول: أَصْبَرْتُ زَيدًا على القتل ... قال: ومثله قول الشاعر (٨):

قُلتُ لَهَا أُصْبِرُهَا دَائِبًا: ... أَمثَالُ بِسْطَام بنِ قيسٍ قَليلْ (٩)» (١٠).


(١) هذه قراءة أيوب السختياني كما في إعراب القراءات السبع لابن خالويه ١/ ٥٢، والمحتسب لابن جني ١/ ٢٦
(٢) البيت منسوب لكثير كما في الخصائص ٣/ ١٤٨، ولم أجده في ديوانه، ولم ترد هذه اللفظة إلا في بيت آخر من قصيدة أخرى، يمدح فيه بشر بن مروان، هو:
وأنتَ ابنَ لَيْلَى خَيرُ قَومكَ مَشهَدًا ... إذا مَا احْمَأَرَّتْ بالعَبيطِ العَوَامِلُ
انظر: ديوانه ١٥٤، وانظر: حاشية محقق الخصائص ٣/ ١٢٦ رقم (١٢).
(٣) هو كثير عزة.
(٤) انظر: ديوانه ٥٩.
(٥) المحرر الوجيز ١/ ٨٨ - ٨٩، ٥/ ١٨.
(٦) انظر: الخصائص لابن جني ٣/ ١٤٨.
(٧) المحرر الوجيز ٨/ ٦٢.
(٨) هو الحطيئة.
(٩) رواية الديوان:
قلتُ لَهَا أَصْبِرُها صَادِقًا ... وَيْحَكِ أَمْثَالُ طَريفٍ قَليلْ
ومعنى أَصْبِرُهَا: أي أَحلفُ لَها يَمينَ صَبْرٍ، أي يَمينَ حَبْسٍ، يُحبس على اليمين حتى يحلف. انظر: ديوانه ٢٩٧.
(١٠) المحرر الوجيز ٢/ ٥٤.

<<  <   >  >>