للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

قول الشاعر كذا، أو كما قال الشاعر كذا، من غير شرح وتفصيل. وهذا المنهج في الاستشهاد سببه أن المفسر من الصحابة كان إذا أحال السائل على الشاهد الشعري يحيله على شيء معلوم لديه تمام العلم، لأن الشعر كان هو العلم الذي أتقنته العرب، ولم يكن لهم علم سواه (١)، فكان الشعر سهل الفهم، واضح العبارات، فعندما يحال السائل إليه يكتفي ويستغني عن السؤال. ولذلك حث عمر رضي الله عنه على تعلم الشعر، والحرص عليه، لما فيه من توضيح كثير من ألفاظ القرآن الكريم.

٢ - الاستشهاد بأشعار الجاهليين، والمخضرمين. فأبو كبير الهذلي الذي نُسِبَ إليه الشاهد في قصة عمر رضي الله عنه كان جاهليًا (٢)، والبيت الآخر كان لأمية بن أبي الصلت وهو شاعر معاصر لهم (٣).

٣ - الاكتفاء بالشاهد الشعري الواحد في الجواب، فلا يطالب السائل بالمزيد من الشواهد الشعرية. ومن الأمثلة غير ما تقدم أن ابن عباس سئل عن معنى الآية: {وَاللَّيْلِ وَمَا وَسَقَ (١٧)} [الانشقاق: ١٧] (٤) فقال: ما جَمَعَ.

ألم تسمع قول الشاعر: (٥)

مُسْتَوسِقَاتٍ لَمْ يَجِدْنَ سَائِقَا (٦)

٤ - نسبة الشعر إلى قائله، أو قبيلته. من مثل قول ابن عباس لما سُئِلَ عن معنى قوله تعالى: {وَثِيَابَكَ فَطَهِّرْ (٤)} [المدثر: ٤] (٧) قال: لا تَلْبَسهَا على غَدْرَةٍ ولا فَجْرَةٍ. ثم قال: أَلا تسمعونَ قولَ غيلانَ بنِ سلمة (٨):


(١) انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٢.
(٢) انظر: الشعر والشعراء ٢/ ٦٧٠.
(٣) انظر: المصدر السابق ١/ ٣٦٩.
(٤) الانشقاق ١٧.
(٥) غير منسوب.
(٦) انظر: مجاز القرآن ٢/ ٢٩٢، وانظر: تفسير الطبري (هجر) ٢٤/ ٢٤٧، إيضاح الوقف والابتداء ١/ ٦٨ - ٦٩
(٧) المدثر ٤.
(٨) هو غيلان بن سلمة بن معتب الثقفي، من شعراء الطائف، مخضرم أدرك الإسلام وأسلم. انظر: طبقات فحول الشعراء ١/ ٢٦٩.

<<  <   >  >>