للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

بشواهد من الشعر، وذكرَ وجهَ الاستشهاد في كُل شاهد، فآثر في الموضع الثاني الإحالة لهذا الموضع، رغبة في عدم التكرار، والإثقال على القارئ.

ومثل ذلك قوله أيضًا: «وقد بَيَّنَّا معنى «الكافَّة» بشواهده، وأقوال أهل التأويل فيه، فأَغْنَى عن إعادته في هذا الموضع». (١) وقوله أيضًا وهو يتحدث عن معنى الحصير، وأَنَّه يأتي على وزن فَعِيْلٍ من الحَصْرِ الذي هو الحَبْسُ: «وقد بينت ذلك بشواهده في سورة البقرة». (٢) وقوله: «ومعنى الحكيم في هذا الموضعِ المُحْكِمُ، صُرِفَ مُفْعِل إلى فَعَيلٍ، كما قيل: {عَذَابٌ أَلِيمٌ} [البقرة: ١٠] (٣) بِمَعنى: مُؤْلِم، وكما قال الشاعر:

أَمِنْ رَيْحَانةَ الدَّاعي السَّميعُ (٤)

وقد بيَّنَّا ذلك في غير موضع من الكتاب». (٥) وقوله كذلك: «وقد بينا فيما مضى أَنَّ النِّدَّ العِدْلُ، بِما يدلُّ على ذلك من الشواهد، فكرهنا إعادته». (٦) وكل هذه العبارات تبين عن منهجه في أنه يحرص ألاَّ يكرر ما سبق من الشواهد الشعرية إلا بقدر الحاجة، وأما الأصل فهو أن يُحيلَ إلى ما سبقَ بَيَانُهُ بشواهده. (٧) وكثيرًا ما يورد الطبري عبارة: «ونظائر ذلك في كلام العرب أكثر من أن تحصى». (٨) وعبارة: «والشواهد على ذلك - من أشعار العرب وكلامها - أكثر من أن تحصى، وفيما ذكرناه كفاية لمن وفق لفهمه إن شاء الله تعالى». (٩) وقوله بعد أن يورد عددًا من


(١) تفسير الطبري (شاكر) ١٤/ ٥٦٥.
(٢) تفسير الطبري (هجر) ١٤/ ٥٠٩، وقد تقدم في تفسير سورة البقرة ٣/ ٣٤٢ وما بعدها من طبعة (هجر).
(٣) البقرة ١٠.
(٤) تقدم تخريجه.
(٥) تفسير الطبري (شاكر) ١٥/ ١٢.
(٦) المصدر السابق ٣/ ٢٧٩، وانظر ١/ ٣٦٨ من طبعة (شاكر).
(٧) انظر: تفسير الطبري (شاكر) ١٣/ ٧٨، ١١٦، ١١٨، ١٤٨، ١٥٥، ١٦٣، ١٦٨، ١٧١، ١٧٩، ١٤/ ٣٩٢.
(٨) تفسير الطبري (شاكر) ٢/ ١٦٣.
(٩) المصدر السابق ١/ ١٦١.

<<  <   >  >>