للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فيُشبَّهُ به الرجلُ الذي يتكبَّرُ على الناس» (١)، ورواه الطبري كذلك (٢)، غير أنَّ ابن عطية استشهدَ به فقال: «والصَّعَرُ الميلُ ... ومنه قول عمرو بن حني التغلبي:

وَكُنّا إِذا الجَبّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... أَقَمنا لَهُ مِن مَيلِهِ فَتَقَوَّمِ

أَيْ: فتقوَّمْ أنتَ، قالهُ أبو عبيدةَ (٣)، وأنشدَ الطبريُّ «فتقوَّمَا»، وهو خطأٌ؛ لأن قافية الشعرِ مَخفوضةٌ» (٤). فيتغير المعنى من الغائب للحاضر.

وقد روى المرزبانيُّ هذا البيت مع عدة أبياتٍ مخفوضةٍ كما ذكر ابن عطية وهي:

نُعاطي المُلوكَ الحقَّ ما قَصَدُوا بِنَا ... وليسَ عَلينا قَتْلُهُمْ بِمُحرَّمِ

أَنِفتُ لَهُمْ مِنْ عَقلِ عَمرِو بنِ مَرْثَدٍ ... إذا وَردوا ماءً ورُمْحِ ابنِ هَرْثَمِ

وكُنَّا إذا الجبَّارُ صَعَّرَ خَدَّهُ ... أَقَمْنَا لَهُ مِنْ مَيْلِهِ فَتَقَوَّمِ

قال: يريدُ فتقوَّمْ أنتَ» (٥).

ثم عقَّبَ على ذلك المرزباني مشيرًا إلى أن هذا البيت يروى لغيره فقال: «وهذا البيت يروى من قصيدة المتلمس التي أولها:

يُعَيّرني أُمِّي رِجَالٌ ولَنْ تَرى ... أَخَا كَرَمٍ إِلَّا بِأَنْ يَتَكَرَّما (٦)

وبعده البيت، وآخره:

.......................... ... أَقمنَا لَه من مَيلهِ فتقوَّمَا

وأبو عبيدة وغيره يروون هذه الأبيات لجابر بن حُنَيِّ التغلبيِّ» (٧).

وهذا الذي ذكره المرزباني يعني به رواية أبي عبيدة في «مجاز


(١) مجاز القرآن ٢/ ١٢٧.
(٢) انظر: تفسير الطبري (هجر) ١٨/ ٥٥٩.
(٣) ما في «مجاز القرآن» ٢/ ١٢٧ خلاف ذلك، فالرواية فيه كما عند الطبري (فتقوَّما)، فإما أن يكون ابن عطية قد وَهِمَ، وإما أن يكون البيت في المطبوع أصابه تَحريفٌ.
(٤) المحرر الوجيز ١٣/ ١٨.
(٥) معجم الشعراء ١٣.
(٦) انظر: ديوانه ٦٢.
(٧) معجم الشعراء ١٣.

<<  <   >  >>