للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وكُلُّ ذِي غَيبةٍ يَئُوبُ ... وغَائبُ الموتِ لا يَئُوبُ (١)

وهذا استشهاد للمعنى اللغوي، وأن العرب تعني بهذه اللفظة هذا المعنى، ومنه شاهد عَبيد، وقد استشهد بهذا الشاهد غيره من المفسرين لهذا المعنى (٢)، ولغيره. (٣) ولم أر أصحاب غريب القرآن استشهدوا به مع كثرة ورود مادة «أوب» في القرآن. (٤)

٢ - استشهد ابن عطية بقول الأعشى:

فبَانَتْ وقد أَسْأَرَتْ في الفُؤادِ ... صَدْعًا على نأَيِها مُستطِيرا (٥)

على أَنَّ السؤرَ هو البقيةُ من الشيء (٦)، والقطعة منه تسمى سؤرًا أيضًا، فمعنى البيت: أن صاحبته قد تركته وأبقت في فؤاده صَدْعًا بسبب فراقها، واستدل ابن عطية بهذا الشاهد على أَنَّ مَن هَمَز لفظَ السورةِ فقال «سؤرة»، فإنه يعني بها القطعة من الشيء، فكذلك السورة من القرآن، سميت بذلك لأنها قطعة منه. (٧)

٣ - أراد القرطبي أن يبين معنى قوله: {الْخَاشِعِينَ} في قوله تعالى: {وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ (٤٥)} [البقرة: ٤٥] (٨)، فذكر أن الخاشعين جَمعُ خاشعٍ، وهو المتواضع، ثم نقلَ قول الزجاج: «الخاشع الذي يرى أثر الذل والخشوع عليه، كخشوع الدار بعد الإقواء. هذا هو الأصل». (٩) ثم استشهد لهذا المعنى بقول النابغة:


(١) انظر: ديوانه ١٤٣.
(٢) انظر: الجامع لأحكام القرآن ١٥/ ١٥٩.
(٣) انظر: المحرر الوجيز (قطر) ٨/ ٥٩.
(٤) انظر: المفردات للراغب ٩٧، عمدة الحفاظ للسمين ١/ ١٥٤، المعجم المفهرس لألفاظ القرآن ١٢٣، ١٢٤.
(٥) انظر: ديوانه ١٣.
(٦) انظر: تهذيب اللغة ١٣/ ٤٧، لسان العرب ٦/ ١٣٢ (سأر).
(٧) انظر: المحرر الوجيز ١/ ٤٦، مجاز القرآن ١/ ٥.
(٨) البقرة ٤٥.
(٩) الجامع لأحكام القرآن ١/ ٣٧٤.

<<  <   >  >>