للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الشعر (١)، بل إن مجلسًا من أماليه في ست ورقات، بلغت الشواهد فيه ثمانية عشر شاهدًا (٢)، وقد روى أبو علي القالي كثيرًا من شواهده الشعرية في تفسير القرآن (٣).

ومن سعة حفظه للشواهد كان يكثر من إيرادها في مصنفاته، ويرى الإخلال بها في مواضعها نقصًا ينبغي تداركهُ، ولذلك عندما رأى كتاب المفضل بن سلمة «الفاخر» خاليًا من شواهد الشعر، شرع في تصنيف كتابه «الزاهر»، وبناه عليه (٤)، وزاد فيه من الشعر ما زاد به حجم الكتاب، مع إيراده مسائل متفرقة من نحو الكوفيين. وقد دفع هذا الإكثارُ من الشواهد في الكتاب، وما في الكتاب من نصرة مذهب الكوفيين معاصره أبا إسحاق الزجاجي إلى اختصاره، وقال في بيان سبب اختصاره: «هذا كتاب جمعت فيه جمل الألفاظ التي ذكرها أبو بكر محمد بن القاسم الأنباري في كتابه الموسوم بالزاهر، فشرحتها مختصرة موجزة، وحذفت عنها الشواهد وما تعلق بها من كلامه المطول، ليقرب حفظها على من أرادها». (٥)

وكان يُكثرُ تخطئةَ ابنِ قتيبة (ت ٢٧٦)، وشيخه أبي حاتمٍ السجستانيِ (ت ٢٥٥)، وصنَّفَ في ذلك كتبًا، وقد أشار إلى ذلك شيخُ الإسلام ابن تيمية فقال: «وابن الأنباري ... من أكثر الناس كلامًا في معاني الآي المتشابهات، يذكر فيها من الأقوال ما لم ينقل عن أحد من السلف، ويحتج لما يقوله في القرآن بالشاذ من اللغة، وقصده بذلك الإنكار على ابن قتيبة، وليس هو أعلم بمعاني القرآن والحديث، وأتبع


(١) انظر: إيضاح الوقف والابتداء ٢/ ١٠٤٤ - ١٠٥٩.
(٢) انظر: مجلس من أمالي ابن الأنباري، بتحقيق إبراهيم صالح ٣٨.
(٣) انظر: أمالي القالي ١/ ٤، ٩، ٢٧، ٢٩، وغيرها.
(٤) انظر: الفاخر للمفضل بن سلمة ١.
(٥) مقدمة محقق الزاهر في معاني كلمات الناس ١/ ٦٥.

<<  <   >  >>