للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كان الشاهد من بحر الرجز (١)، أو «قال بعضهم». (٢) أو: قال، أو: وقوله. ونحو هذه العبارات المبهمة. (٣)

ونسبة الشاعر إلى قبيلته يعين في معرفة لغة هذه القبيلة، وإن لم يكن دالًا على الشاعر، وكذلك تحديد زمن القائل كقول أبي عبيدة: «وقال رجل من بني عدي جاهلي». (٤) فإنه يطمئن القارئ أن الشعر قديم، وإن كان مجهول القائل، مما يجعل الاستشهاد به مقبولًا.

وفي نسبة لغة من اللغات لقبيلة من قبائل العرب، ينبغي الاستشهاد بشعرٍ لشاعر من هذه القبيلة ليصح الاستدلال. غير أنك ربما وجدت استدلالًا على نسبة لغة من اللغات أو معنى من المعاني لقبيلة من القبائل، وعدم نسبة الشاهد لشاعر من شعراء القبيلة، وإنما تركه مبهمًا. مثل قول ابن قتيبة: «{فَشَرِّدْ بِهِمْ مَنْ خَلْفَهُمْ} [الأنفال: ٥٧] (٥) أي: افعل بهم فعلًا من العقوبة والتنكيل يتفرق بهم من وراءهم من أعدائك. ويقالُ: شَرِّدْ بِهِم، سَمِّع بِهم بلغة قريش. قال الشاعر (٦):

أُطوِّفُ في الأَباطِحِ كُلَّ يومٍ ... مَخافةَ أَنْ يُشَرِّدَ بي حَكِيْمُ». (٧)

وهي فيما يبدو لشاعرٍ قرشي لذكره الأباطح وهي في مكة، غير أنه لم يبين ذلك.

ومثل ذلك قول ابن قتيبة أيضًا: «{أَفَلَمْ يَيْأَسِ الَّذِينَ آمَنُوا} [الرعد: ٣١] (٨) أي: أفلم يعلم. ويُقال: هي لغةٌ للنَّخَعِ. وقال الشاعر (٩):

أَقولُ لَهُم بالشِّعْبِ إِذْ يأْسِرونَني ... أَلَمْ تَيأَسوا أَنِّي ابنُ فارسِ زَهْدَمِ (١٠)


(١) انظر: مجاز القرآن ١/ ٨٧، ١١٩.
(٢) انظر: مجاز القرآن ١/ ١/١٣٧.
(٣) انظر: مجاز القرآن ١/ ١٧٢، ١٧٣، ٢٥٠، ٤٠٢، ٤٠٤.
(٤) مجاز القرآن ١/ ٢٦٧.
(٥) الأنفال ٥٧.
(٦) لم أقف عليه، وحكيم رجل من بني سليم كانت قريش ولته الأخذ على يد السفهاء.
(٧) غريب القرآن ١٨٠.
(٨) الرعد ٣١.
(٩) هو سحيم بن وثيل اليربوعي.
(١٠) انظر: مجاز القرآن ١/ ٣٣٢، تفسير الطبري (هجر)، تأويل مشكل القرآن ١٤٨.

<<  <   >  >>