للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الناصبة، والتقدير: أَلِأَنْ ذُكِّرْتُم تَطَيَّرْتُم، فقبلَ (أَنْ) لامُ تعليلٍ مقدرة، فتطيَّرتُم هو المعلولُ، وأَنْ ذُكِّرتُم عِلَّتُه. (١)

ومن ذلك أيضًا قول ابن عطية عند بيان أوجه القراءات في قوله تعالى: {اسْتِكْبَارًا فِي الْأَرْضِ وَمَكْرَ السَّيِّئِ وَلَا يَحِيقُ الْمَكْرُ السَّيِّئُ إِلَّا بِأَهْلِهِ} [فاطر: ٤٣] (٢): «وقرأ حَمزةُ وحدَهُ (السَّيّئْ) بسكون الهمزة، وهو في الثانية برفع الهمزة كالجماعة. (٣) ولَحَّنَ هذه القراءةَ الزجاجُ (٤)، ووجَّهها أبو علي الفارسي بوجوهٍ منها أَنْ يكونَ أَسكنَ لِتَوالي الحركات، كما قال (٥):

........................... قلتُ صاحبْ قَوِّمِ (٦)

على أَنَّ المُبَرِّد روى هذا: «قلتُ صاحِ» (٧). وكما قال امرؤ القيس:

اليومَ أَشْرَبْ غَيْرَ مُسْتَحْقِبٍ ... إِثْمًا من اللهِ ولا واغِلِ (٨)

على أنَّ المُبَرِّد قد رواه: «فاشرب». (٩) وكما قال جرير:


(١) انظر: الدر المصون ٩/ ٢٥٣.
(٢) فاطر ٤٣.
(٣) وقف حمزة وهشام بالسكون { .. السَّيّئْ} ثم أبدلا من الهمزة ياءً؛ لأنها همزة ساكنة قبلها ساكن. انظر: الكشف عن وجوه القراءات ٢/ ٢١٢، إتحاف فضلاء البشر ١/ ٦٨، والوقف على ذلك كله على الوجه القياسي بإبدال الهمزة ياء لسكونها وانكسار ما قبلها. انظر: النشر ١/ ٤٦٩، التذكرة لابن غلبون ٢/ ٥١٠.
(٤) انظر: معاني القرآن وإعرابه ٤/ ٢٧٥.
(٥) هو أبو النجم العِجْليُّ.
(٦) جزء من شطر رَجَزٍ في وصف الإبل في سَيْرِها، وتَمامهُ: إذا اعْوَجَجْنَ قلتُ: صَاحِبْ قَوِّمِ. انظر: ديوانه.
(٧) انظر: معاني القرآن للفراء ٢/ ١٢، شرح أبيات سيبويه للسيرافي ١/ ٣٩٨.
(٨) مُسْتَحْقِبٍ: مُكتسِب ومُحتَمِل، وأصلهُ مِنْ حَمْلِ الشيء في الحَقيبةِ. والواغِلُ: الداخلُ على القومِ يشربونَ ولم يُدْعَ. انظر: ديوانه ١٢٢، الأصمعيات ١٣٠.
(٩) انظر: الكامل ١/ ٣١٨، والرواية فيه:
فاليومَ أُسْقَى غَيْرَ مُستَحْقِبٍ ... إِثْمًا من اللهِ ولا واغِلِ

<<  <   >  >>