الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: تحريم عبادَةِ غَيْرِ الله؛ تؤخَذُ من قوله:{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ} لأنَّنا ذَكَرْنا أنَّ الأَمْرَ هنا للتَّهْديد، ولا تهديدَ إلا على شيء مخالِفٍ ومَعْصِيَةٍ.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: في قوله تعالى: {إِنَّ الْخَاسِرِينَ الَّذِينَ خَسِرُوا أَنْفُسَهُمْ} إلخ؛ بيان أنَّ الخَسارة الفادِحَة التي ليس معها رِبْحٌ هي خسارة هؤلاء الذين خَسِروا أنْفُسَهم وأهليهم يومَ القِيامَة.
الْفَائِدَةُ السَّادِسَةُ: الإشارَةُ إلى أنَّ الشِّرْكَ هو سبب هذه الخَسَارَة؛ لأنه تلا قوله:{فَاعْبُدُوا مَا شِئْتُمْ مِنْ دُونِهِ قُلْ إِنَّ الْخَاسِرِينَ}.
الْفَائِدَةُ الثَّامِنةُ: أنَّ عُمُرَ الإنسان حقيقةً هو ما أمضاه في طاعَةِ الله؛ ولهذا وصَف الله هؤلاء بأنَّهُم قد خَسِرُوا أَنْفُسَهم؛ لأنَّهُم لم يعملوا خيرًا.
فضمير الفصل حرفٌ ليس اسمًا على القَوْلِ الرَّاجِحِ، فليس له مَحَلٌّ من الإعراب، لكنه يُؤْتَى به لفوائِدَ ثلاثٍ:
الأولى: حتى لا يَشْتَبِهَ الخَبَرُ بالصِّفَة؛ يعني: يَفْصِل بين الخَبَر والصِّفَة، ويظهر هذا بالمثال؛ فلو قُلْتَ: زيدٌ الفَاضِلُ فهنا يُحْتَمَل أن يكون الفاضِلُ صِفَةً، وأنَّ الخبر محذوفٌ؛ أي: زيدٌ الفاضِلُ في البيت مثلًا، فإذا قلت: زيدٌ هو الفاضِلُ. تعَيَّن أن تكون الفاضِلُ خبرًا.