الْفَائِدَةُ السَّابِعَةُ: أن عباد الله حريصونَ على استماع ما فيه المَصْلَحة والمَنْفَعَة؛ لقوله:{الَّذِينَ يَسْتَمِعُونَ الْقَوْلَ}
الْفَائِدَةُ الثَّامِنَةُ: أن هؤلاء السَّادَة لا يُضِيعونَ وقتًا؛ حتى إنهم يَسْتَمِعون إلى عملِ غَيْرِهم وهو قول غَيْرِهم، فكيف بِعَمَلِهِم أَنْفُسِهِم؟! فلا بد أن يكونوا قائمين به.
الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: أن عباد الله عَزَّ وَجَلَّ الذين ذكرهم الله بما ذكر يأخُذونَ من القَوْل بأَحْسَنِه؛ لقوله:{فَيَتَّبِعُونَ أَحْسَنَهُ}.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: أن هؤلاء القَوْمَ هم الذين هداهم الله؛ لقوله:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ}.
ويتفرَّع على هذه القاعِدَة: أنَّك إذا رأيت من نَفْسِك الحِرْص على استماع قَوْلِ الخَيْر واتِّباعِ أحْسَنِه فاعلم أن هذا مِن هِدايَة الله لك؛ لأنَّه قال:{أُولَئِكَ الَّذِينَ هَدَاهُمُ اللَّهُ}، وإذا رأيت من نَفْسِك كَراهَةَ الاسْتِماعِ إلى القول الحَسَنِ فاتَّهِمْ نَفْسَكَ؛ لأنَّ اللهَ جعَلَ الهدايةَ في هؤلاءِ القوم، فإذا لم يَحْصُلْ لك هذا فاتَّهِمْ نَفْسَك، وصَحِّحِ الخطأ، وأَقْبِلْ إلى الله عَزَّ وَجَلَّ.
الْفَائِدَةُ الحَادِيَةَ عَشْرَةَ: أن أفعال العباد واقعةٌ بتقديرِ الله، وأنَّهُم لا يَسْتَقِلُّون بها، تؤخذ من قوله:{هَدَاهُمُ اللَّهُ} ولهذا ذهب أهل السُّنَّة والجماعة: إلى أن أفعالَ العبادِ مخلوقةٌ لله مرادَةٌ له، خلافًا لمن قال: إنَّ أفعال العبادِ ليست مُرادَةً لله ولا مخلوقةً له، وهم القَدَرِّيةُ مَجُوسُ هذه الأُمَّةِ.