المُهِمُّ: أن المحذوف المُبتَدَأ ولا بُدَّ؛ لأن المَذكور جارٌّ ومجرور، والجارُّ والمجرور لا يُمكِن أبَدًا أن يَكون مُبتَدَأ، فإن شِئْت قدَّرْت:(فلنَفْسه اهتِداؤه)، وإن شِئْت قدَّرْت (فهو لنَفْسه).
واقتَرَنت جُملة الجَواب بالفاء؛ لأنها جُمْلة اسمِيَّة، والقاعِدة أنه إذا وقَعَت جملة الجَواب اسمِيَّة وجَب اقتِرانها بالفاء، وربما تُحذَف الفاء، لكن قليلًا، ومنه قول الشاعِر:
وقوله تعالى:{وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} أي: ومَن ضَلَّ فلم يَهتدِ لا عِلْمًا ولا عمَلًا {فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا} أي: على نَفْسه ولا يَضُرُّ الله تعالى شيئًا، ولا يَضُرُّ غيرَه شيئًا أيضًا.
وقوله تعالى:{وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ}: (ما) هذه حِجازية، أي: لا يَنطِق بها إلَّا أهل الحِجاز؛ وهي لا تَعمَل عمَل (ليس) إلَّا عند أهل الحِجاز، فلذلك سُمِّيَت حِجازية فهي عند أهل الحِجاز تَعمَل عمَل (ليس)، أي: تَرفَع المُبتَدَأ وتَنصِب الخبَر،
(١) اختلف في قائله، فنسبه سيبويه في الكتاب (٣/ ٦٤ - ٦٥) لحسان بن ثابت، ونسبه ابن هشام في مغني اللبيب (ص ٨٠) لعبد الرحمن بن حسان، ونسبه جماعة لكعب بن مالك كما في خزانة الأدب (٩/ ٥١).