والثَّاني: ما نصَّ عليه بذاتِه وليسَ مِن الأسماءِ مِثل الاستِواء على العَرْش، فهذا نصَّ عليه، لكنه ليس من أسمائه، بل صِفَة، إِذْ إنه ليس من أسمائه {ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ}، ومِثْله الصُّنْع كما في قوله تعالى:{صُنْعَ اللَّهِ الَّذِي أَتْقَنَ كُلَّ شَيْءٍ}[النمل: ٨٨]، ومثله الفِعْل كما في قوله تعالى:{إِنَّ رَبَّكَ فَعَّالٌ لِمَا يُرِيدُ}[هود: ١٠٧] وما أَشبَهها.
الثالِث: ما يُخبَر به عنه، وإن لم يُذكَر في الكِتاب والسُّنَّة، لكن يُخبَر به عنه، فهذا أيضًا يَقول العلماءُ رَحِمَهُم اللهُ: يَنقَسِم إلى قِسْمين:
قِسْمٌ لا يَليق بالله تعالى فهذا لا يَجوز الخبَر به عنه.
وقِسْمٌ لا يُنافي كماله، فهذا لا بأسَ به؛ لأن باب الخبَر أَوْسَع من باب الإِنْشاء.
فمثَلًا: لو قال قائِل: إن الله تعالى مُريد.
قُلْنا: نعَمْ لك أن تَصِف الله تعالى به:
أوَّلًا: لأن الله تعالى وصَف نَفْسه بالإرادة في قوله تعالى: {يُرِيدُ بِكُمُ الْعُسْرَ}[البقرة: ١٨٥]، وقوله تعالى:{إِنَّمَا أَمْرُهُ إِذَا أَرَادَ شَيْئًا}[يس: ٨٢].
وثانيًا: أن الإرادة وَصْف لا يُنافي كمالُه كمالَ الله عَزَّ وَجَلَّ.
فائِدة: العَجيب أن أكثَرَ ما يَستَنصِر به بعض الناس كلِمة (الله مَوْجود)، فإذا اعتَدى عليه أحَدٌ قال: الله مَوجود. ومثلها قولهم:(يا ساتِرُ)، و (الله مَوْجود)، فهذا ممَّا لا يُنصَر، لكن قولنا:(اللهُ حكَم عَدْل) هذا هو الذي يُنصَر، وإلَّا مثلًا لو قلتَ: السُّلْطان موجود. فهل يَنصُرُك؟
الجَوابُ: أنه قد يَنصُرك وقد لا يَنصُرك، فكلِمة مَوْجود لا تَعنِي النَّصر؛ ولذلك نحن نَقول لبعض الناس: انتَبِهْ لهذه الكلِمةِ لا تَقُلِ: (الله مَوْجود) قلِ: (الله حكَمٌ