الْفَائِدَةُ الثَّالِثَةُ: أن الوقت يَذهَب سريعًا بالنسبة للأموات ولو طالتِ الأيام والدُّهور؛ لأننا إذا قِسْنا الوفاة الصُّغرى أو إذا نظَرْنا الوفاة الصغرى وسُرْعة ذَهاب الوقت فيها فالوَفاة الكبرى من بابِ أَوْلى، ولكن لا شَكَّ أن مَن كان يُعذَّب في قَبْره فسوف يَستَطيل الوقت، ومَن كان يُنعَّم فسوف يَكون الوقت في حقِّه قَصيرًا، ومع ذلك فإن المُنعَّم يَقول: ربِّ أَقِمِ الساعة، ربِّ أَقِمِ الساعة حتى أَرجِع إلى أهلي ومالي. والمُعذَّب يَقول: ربِّ لا تُقِمِ الساعةَ، وذلك لأنه يَرَى عذاب القبر أَهونَ من عذاب يوم القيامة، نَسأَل الله تعالى العافيةَ!.
الْفَائِدَةُ الرَّابِعَةُ: أن النائِم لا يُؤاخَذ بعمله، لا له ولا عليه؛ لأن الله تعالى سمَّى النَّوْم وفاةً، وقد قال النبيُّ عَلَيْهِ الصَّلَاةُ وَالسَّلَامُ:"إِذَا مَاتَ الْإِنْسَانُ انْقَطَعَ عَمَلُهُ إِلَّا مِنْ ثَلَاثَةٍ"(١). وعلى هذا فلو رأَى النائِمُ أنه يُصلِّي فهل يُكتَب له أجر الصلاة؟ لا، ولو رأَى أنه يَقتُل لم يُكتَب عليه إِثْم القَتْل؛ لأنه غير مُكلَّف.
الْفَائِدَةُ الخَامِسَةُ: إثبات وصف الله تعالى بالإمساك والإرسال فهو يُمسِك ويُرسِل.
وقد بيَّنَّا فيما سبَق أن صِفاتِ الله عَزَّ وَجَلَّ تَنقَسِم أقسامًا:
أحدُها: ما عُلِم من أسمائه كالمَغفِرة من الغَفور، والرَّحمة من الرَّحيم.
(١) أخرجه مسلم: كتاب الوصية، باب ما يلحق الإنسان من الثواب بعد وفاته، رقم (١٦٣١)، من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.