الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: وجوبُ العمَل بما في القُرآن؛ لأنه نزَل من الرَّبِّ، والرَّبُّ له السُّلْطان الكامِل على خَلْقه، أرَأَيْتم لو أن ملِكًا من الملوك أَصدَر مَرسومًا مَلَكيًّا أفلا يَكون مُقتَضى سُلطانه أن نَعمَل بهذا المَرسومِ؟
الجَوابُ: بلى، إذن مُقتَضى رُبوبية الله تعالى لنا: أن نَعمَل بما أَنزَل إلينا؛ لأن هذا القُرآن بمَنزِلة المَراسيم المَلَكية التي لا بُدَّ من تَنفيذها، بل هو أَعظَمُ كما هو معروف، ولا إشكالَ فيه.
الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: الحذَر من أن يَأتيَ عَذاب الله تعالى بَغتةً؛ لقوله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى:{مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ بَغْتَةً}، والعذاب المُباغِت أشَدُّ من العذاب الذي لم يُباغِت؛ لأن العذاب الذي لم يُباغِت يَكون الإنسان قد تَهيَّأ له، لكن الذي يَأتِي بَغتةً يَأتي الإنسانَ وهو في غاية ما يَكون من الغَفْلة وغاية ما يَكون من السُّرور، كما قال الله تَبَارَكَ وَتَعَالَى: {أَفَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا بَيَاتًا وَهُمْ نَائِمُونَ (٩٧) أَوَأَمِنَ أَهْلُ الْقُرَى أَنْ يَأْتِيَهُمْ بَأْسُنَا ضُحًى وَهُمْ يَلْعَبُونَ} [الأعراف: ٩٧, ٩٨].
فتَأمَّلِ الآنَ: غَفلةٌ وهُدوءٌ واطمِئْنانٌ، فأَتاهم العذاب في هذا الوقتِ، فيَكون أشَدَّ وَقْعًا - والعِياذُ بالله - ممَّا لو أَتَى والإنسانُ مُتهَيِّئ.
واضْرِبْ مثَلًا حِسِّيًّا واضِحًا: لو كنت تَنزِل على الدرَج فغَفَلت، ثُمَّ زلَّتْ رِجلُك على إحدى الدرَجات، هل يَكون مِثلَما لو كنتَ تَنزِل وأنت ترَى كلَّ درَجة وتَضَع قدَمك عليها؟
الجَوابُ: لا، إذَنِ المُباغِت أشَدُّ ممَّا يَأتي والإنسان مُتَهيِّئ له.
إِذَنْ مَن خالَف ذلك ولم يَتَّبِعِ القرآن فإنه ربما يَأتيه العَذاب بَغتةً وهو لا يَشعُر،