وقوله:{لِأَجَلٍ} بمعنى: إلى أجل؛ أي: لغايةٍ، {مُسَمًّى} معيَّنٍ من قِبَل الله عَزَّ وَجَلَّ. وهذا الأجل المُسَمَّى قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللَّهُ:[يَوْم القيامَة]؛ ودليل ذلك قوله تعالى: {إِذَا الشَّمْسُ كُوِّرَتْ (١) وَإِذَا النُّجُومُ انْكَدَرَتْ (٢) وَإِذَا الْجِبَالُ سُيِّرَتْ} إلى أن قال: {عَلِمَتْ نَفْسٌ مَا أَحْضَرَتْ}[التكوير: ١٤] ويكون يوم القيامة، كما قال تعالى:{يَوْمَ تَجِدُ كُلُّ نَفْسٍ مَا عَمِلَتْ مِنْ خَيْرٍ مُحْضَرًا}[آل عمران: ٣٠].
فهذان يجريانِ إلى يَوْمِ القيامة، فإذا كان يومُ القيامة ذهبت حاجَةُ النَّاس إليهما وذهبا.
و {الْعَزِيزُ} قال المُفَسِّر رَحِمَهُ اللهُ: [الغالِبُ على أَمْرِه، المُنْتَقِم من أعدائِهِ] وهذا أحد معاني العِزَّة التي أثبتها الله لنَفْسِه، وسبق أن لها معنًى ثانيًا وثالثًا: عِزَّةُ القَدْر، وعِزَّةُ الامْتِناعِ، بِالإضافة إلى عِزَّة القَهْر، فالله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى متَّصِفٌ بالعزَّة كاملًا؛ قال تعالى:{فَإِنَّ الْعِزَّةَ لِلَّهِ جَمِيعًا}[النساء: ١٣٩] فجميع أنواع العِزَّة ثابتةٌ لله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى.
وقوله:{الْغَفَّارُ}: الغفَّار صيغَةُ مبالَغَةٍ من الغَفْر، أو نِسْبَة، والغَفْر أو الغُفْران سِتْر الذَّنْب والتَّجاوز عنه، ولا يكفي أنْ نقول: إنَّ المَغْفِرة أو الغُفْران هو التَّجاوز