للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وإن لم يكن متعدِّيًا ففيه الاسْمُ والصِّفَة؛ فمثلًا: الحيُّ من أسماء الله متضمِّنٌ لصفة وهي الحياة، لكنه لا يتعدَّى للغَيْرِ؛ لأنَّ الحيَّ وصفٌ لازِمٌ؛ يعني لا يتعدى الموصوفَ؛ كذلك: {الْغَفَّارُ} اسم من أسماء الله متضمِّنٌ لصِفَة، وهي: المغفرة، متعدًّ للغَيْرِ، وهو أنه يغْفِرُ الذنوب، فهذه القاعدة في أسماء الله سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: (أنَّ كلَّ اسمٍ منها متضمِّن لصِفَةٍ)، وقد يكون متضمِّنًا للحُكْم النَّابع من هذه الصِّفَة إذا كان متعدِّيًا، أما إذا كان لازمًا لا يتعدَّى الموصوفَ؛ فإنه ليس له الحُكْم، يعني ليس له حكمُ متعدٍّ للغير.

إذن: ففي الآية إثباتُ العزيز والغفار من أسماء الله، وإثباتُ ما دلَّا عليه من صفة، وإثبات المغفرة - وهي الحُكم - من قوله: {الْغَفَّارُ}.

<<  <   >  >>