للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

لأنَّ بعضَ النَّاس يقولون: إذا أقررتم أنَّ الأرض تدور فإنه يَلْزَمُكُم أن يكون اختلافُ اللَّيل والنَّهار بسبب دوران الأرض؟

ونقول: لا يلزم؛ لأنَّه إذا اختلفت دورة الأَرْض مع دورة الشَّمْسِ حصل التعاقب؛ تعاقبُ اللَّيل والنَّهار، ولا مانع.

على كلِّ حال: المُهِمُّ أنه يجب علينا أن نأخذ بظاهر كلام الله؛ لأنَّ الله هو الخالق، وخبَرُه هو الصَّادق، وقد خاطبنا بما نَفْهَمُه من لغتنا لغَةِ العرب، فلا يجوز لنا العُدُول عن الظَّاهِرِ إلا بدليلٍ حِسِّيٍّ نخاطب به الله عَزَّ وَجَلَّ يوم القيامة إذا سألنا: لم اعتقَدْتُم أنَّ الأرض هي التي تدور وأنَّ اللَّيل والنَّهار يكون بسبب دورانها؟ فيكون لنا حُجَّة، فنقول: لأننا لمَسْنا هذا، فإذا قُدِّر - وهو بعيد فيما يظهر - أنه ثبت أنَّ اللَّيل والنَّهار يكون بدوران الأَرْض لا بدوران الشَّمْسِ، فكيف نُجيبُ عن الظواهر؟

نقول: تجري بحسب مرأى الإنسانِ؛ لأنَّ الشَّيْء إذا كان قارًّا وهو يدور، فالذي فوقه ساكنٌ يظنُّ أنه هو الذي يتحرَّك ويدور، فإذا ثبت هذا قلنا: إنها تجري بحسب نظر الإنسانِ، وإن كانت هي الثَّابِتَة والأرض هي التي تدور.

الْفَائِدَةُ التَّاسِعَةُ: بيان أهمية معرفة أسماء الله وصفاته في قوله: {أَلَا هُوَ الْعَزِيزُ الْغَفَّارُ} لأنَّ {أَلَا} هنا للتَّنْبيه، ولا يحتاج إلى التنبيه إلا في أمرٍ هامٍّ ينبغي التنَبُّه له.

الْفَائِدَةُ الْعَاشِرَةُ: إثبات هذين الاسْمَينِ وما دلَّا عليه من صفة وحُكْم، وهما: (العزيز والغفار).

والقاعدة في باب الأصول أصولِ العَقيدَةِ: أنَّ كلَّ اسمٍ من أسماء الله فهو متضمِّنٌ لصِفَةٍ، وقد يتضمَّنُ مع الصِّفَة حُكْمًا، وهو ما يُسَمَّى بالأَثَر إذا كان متعدِّيًا،

<<  <   >  >>