فلا بدَّ للجارِّ من التَّعلُّق:(بفعلٍ أو معناه نحو مُرْتَق)، (مُرْتَقٍ) بمعنى الفِعْل؛ لأنَّه اسم فاعل.
و (استثن كلَّ زائدٍ له عمل، كالباء ومِن والكاف أيضًا ولَعَل)؛ وذلك لأنَّ الذي فيه حروف جر زائِدَة يُقدَّر كأنه لا حَرْفَ فيه، فلو قلتَ: ليس زيدٌ بقائِمٍ، فإنك تقول: قائِم: خبر ليس، ولا تقول: مجرور بالباءِ، والجارُّ والمجرور متعلِّق بالمحذوف، ويقال: إنَّه خبر ليس.
على كلِّ حال: البَسْمَلَة متعلِّقة بمحذوفٍ، أحسن ما يُقدَّر به هذا المحذوفُ أن يُقدَّر فعلًا متأخرًا مناسِبًا للمبدوءِ به، فمثلًا: إذا كنْتَ تريد أن تَقْرَأَ فتقول: التَّقديرُ (بسم الله أَقْرَأُ)، وإذأ أَرَدْتَ أن تَتَوَضَّأ فالتَّقْديرُ (بسم الله أتوضَّأ)، وإذا أردْتَ أن تدخل:(بسم الله أَدْخُلُ)، وهكذا.
وقد قدَّرْناه فعلًا؛ لأنَّ الأَصْل في العمل الأفعال؛ واسمُ الفاعل واسم المفعول والمصْدَرُ العاملُ مُلحَقٌ بالفعل؛ ولذلك اخْتَرْنا أن نُقدِّرَهُ (فِعلًا) لا اسْمًا.
كما اخترنا أن يكون (متأخِّرًا) لوجهينِ:
الوجه الأول: التَّبَرُّكُ بالابتداءِ باسم الله، فنجعل أوَّلَ الجملة (بسم الله) تبرُّكًا.
كما اخْتَرْنا أن يكون (مناسِبًا) لما ابتدئ به؛ لأنَّه أدَلُّ على المقصودِ؛ حيث يُعيِّن أنَّ البَسْمَلَةَ لِهذا الشَّيْء؛ فلو قلنا: بسم الله أبتدئ، لفاتنا أنَّه غيرُ مناسِبٍ للمقام